دبي: مها عادل
شهد مسرح مكتبة محمد بن راشد، مساء السبت، حفلاً موسيقياً من السلسلة الثانية لحفلات المواهب، تقديم أوركسترا الإمارات السيمفونية للشباب بقيادة المايسترو رياض قدسي، ومشاركة مجموعة من الأطفال والناشئة والمحترفين والموهوبين، وبمرافقة عازفة البيانو نائلة محرموفا.
حقق الحفل إقبالاً لافتاً من الجمهور من محبي الموسيقى الكلاسيكية والشرقية، وتميز بالأداء الاحترافي للعازفين، الذين قدموا تنوعاً موسيقياً فريداً يجمع بين الروائع الكلاسيكية العالمية والأصالة الشرقية.
وتضمن برنامجاً غنياً ومتنوّعاً شمل 20 مقطوعة موسيقية من أبرز الأعمال الكلاسيكية العالمية والعربية، بدأت بمقطوعة أوركسترالية «نشيد الفرح» من السيمفونية التاسعة الشهيرة للمؤلف لودفيج فان بيتهوفن، ثم تلاها مقطوعة «بورّيه ومينويت» للمؤلف يوهان أدولف هاسي، أدتها عازفة الكمان الصغيرة الموهوبة هاوشين زانغ.
ومن بين المقطوعات البارزة الأُخرى، قدمت الموهوبة تشينجسي هان «سوناتا في سلم فا الكبير» لجيورج فريدريك هاندل، بينما تألق كريج فرنانديز على الترومبيت بعزف مقطوعة «الصمت» لنيّني روسو.
وتضمن البرنامج أداءً ساحراً لمقطوعة «الحياة القصيرة» من تأليف فالا-كرايزلر، ومقطوعة لباغانيني هي«كابريس رقم24»، والتي تعد من المقطوعات الصعبة، بالإضافة إلى مقطوعة «الربيع» و«الشتاء» من الفصول الأربعة لفيفالدي، حيث أدى المقطوعتين عازف الكمان الأول في الأوركسترا أراف ديال، وييتشينغ ليو ولانا قدسي.
ومن المقطوعات العربية، أدى العازفون مقطوعة «بين النخيل» لنصير شما، بمشاركة نوار عبيد على القانون، وسامر الكردي على العود، ويوسف موسى على الناي، وعلي موسى على الدربكة.
واختتم الحفل بمقطوعة «البنت الشلبية» للأخوين رحباني، ليكون ختاماً رائعاً لحفل يجمع بين الموسيقى الكلاسيكية والغربية والأصالة الشرقية.
مواهب مشاركة
في كواليس الحفل تحدث المايسترو رياض قدسي لـ«الخليج» عن خصوصية هذا الحفل والعازفين، قائلاً: «أوركسترا الإمارات السيمفوني للشباب تضم ما بين 30 إلى 40 عازفاً ومن شاركوا بهذا الحفل نحو 30 عازفاً، تتراوح أعمارهم من 4 سنوات إلى 15 سنة، ويضم عدداً كبيراً من الجنسيات، لدينا عازفون من الإمارات والصين واليابان وكوريا والهند والبرتغال، وجنسيات عربية وأوروبية، فنحن نشبه هيئة أمم متحدة في مجال الموسيقى».
وتابع: «أعتز كثيراً بمستوى المواهب المشاركة معنا، فهناك مواهب مميزة حصلت على جوائز عالمية مرموقة مثل العازف آراف دايال من الهند حصل على جائزة (دانوبيا) السنة الماضية، والصيني لي شينج ليو حصل على الدرجة الأولى في مسابقة (دانوبيا) إلى جانب العازفة الواعدة لانا قدسي وعمرها 8 سنوات وأخذت المرتبة الأولى في مسابقة دانوبيا وهؤلاء قدموا لنا بحفل اليوم مقطوعة من أصعب المقطوعات العالمية وهي الفصول الأربعة و قدموها ببراعة و حصدوا إعجاب الحضور».
تمثيل دولي
يعرفنا المايسترو رياض قدسي عن طموحه للأوركسترا قائلاً: «أطمح أن أحقق كل أهدافنا من هذا المشروع الفني والثقافي الذي نحتفل حالياً بمرور 30 عاماً على إنشائه، فنحن لنا الشرف أننا نحمل اسم دولة الإمارات، وتشرفنا بتمثيل الدولة في العديد من المحافل، فمثلاً عام 2000 مثلنا دولة الإمارات بست حفلات في التشيك، كما شاركنا بحفلاتنا في يورو ديزني باريس والكويت وعمان، وفي كثير من المحافل والمناسبات الدولية، لكن أغلبية نشاطاتنا داخل الدولة».
وقال: «أهم أهدافنا تعليمية تعتمد على توجيه الناشئة من أعمار أربع أو خمس سنوات للتعليم الموسيقي الأكاديمي الصحيح، لأن عندنا أوركسترا على المستوى العالمي، وعندنا مدرسة موسيقية، وهي دبي ناشيونال كونسرفتوار، ومناهج على مستوى عالمي، ولدينا عشرة طلاب أصبحوا عازفين عالميين، وآخرهم طالب ياباني تخرج من عندنا في سن الثالثة عشرة، والتحق بالتعليم في أوركسترا باريس».
وتابع: «لدينا أيضاً أهداف مجتمعية، وهي تحفيز الشباب على استثمار وقت فراغه في إتقان موهبة وفن راقٍ يهذب النفس ويرتقي بالشخصية ويعلم الانضباط والالتزام، ما ينعكس على المجتمع ككل، والأهداف الثقافية والإنسانية أيضاً، لا تقل أهمية، فنحن نقوم بحفلات لمنظمات خيرية أو لأهداف إنسانية، مثل مهرجان شهر نوفمبر الذي نقدم به حفلاً كبيراً بمناسبة مرور عشرين عاماً على إنشاء المهرجان الدولي للسلام، بدعم من مكتبة محمد بن راشد، فهي وجهة للثقافة والفنون في دبي، وتمثل داعماً رئيسياً للأوركسترا، وتشجع على اكتشاف المواهب الجديدة في الدولة، وهذا دور مهم للمكتبة».
جيل جديد
أضاف المايسترو رياض قدسي: «من المهم السعي لتأسيس أوركسترا إماراتي لإنشاء الطفل المواطن الذي يتذوق الموسيقى ويمارسها، كما يجب، خلال 30 سنة تدرب معنا أكثر من ألف طالب، كثير منهم تعلموا وذهبوا لبلادهم، لذا نتمنى أن تدعمنا الجهات المعنية للعمل على تعليم أكبر عدد من الإماراتيين، ليصبحوا فيما بعد في مركز الصدارة داخل الأوركسترا والعمل الموسيقي داخل الدولة».
طموح
أعربت ريما الصايغ، عازفة الكمان الإماراتية، 14 عاماً، لـ«الخليج» عن سعادتها بمشاركتها في الحفل قائلة: «منذ التحاقي بالأوركسترا تطورت موهبتي كثيراً، وارتفع طموحي لعنان السماء، لأصبح عازفة كمان سولو عالمية أمثل بلادي في كل المحافل الدولية، ورغم أن هذا يعد الحفل الجماهيري الثاني الذي أشارك فيه، فإن مواجهة الجمهور تحفزني على التطور والتجويد وحبي للكمان حسّن علاقتي بالدراسة وزاد من قدرتي على تنظيم وقتي».
وتلتقط الموهبة الصغيرة لانا قدسي، 8 سنوات، حفيدة المايسترو وتلميذته النجيبة خيط الحديث، وتقول: «بدأت العزف منذ 5 سنوات وتطورت موهبتي بفضل رعاية جدي وتدريبه المستمر لي، وتعلمت من دراسة الموسيقى الجدية والاجتهاد والالتزام، وأشعر بسعادة كبيرة مع تصفيق الجمهور».
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.