أدرك الشيخ إبراهيم السيد البلتاجي إمام ومؤذن إحدى المساجد الصغيرة في قرية "طماي الزهايرة" التي تتبع مركز السنبلاوين بالدقهلية، قوة وجمال صوت ابنته "فاطمة"، وكان حريصا أن يلحقها بكتاب القرية لتحفظ القرآن الكريم، وفي نفس الوقت يعلمها أصول الغناء إذ كان يغني منشدا في الحفلات.

وعندما وصلت أم كلثوم إلى سن الثانية عشر من عمرها، كان والدها يصطحبها معه في الحفلات والأفراح التي تقيمها القرية وذاع صيتها في القرى والمدن المجاورة، وكانت تقف تغني وهي ترتدي زي الأولاد من "شال وعقال"، ولكن ما الأجر الذي كانت تحصل عليه أم كلثوم في الحفلات التي تحييها في بداية مشوارها.

نشرت مجلة "آخر ساعة" صورة من عقد حفل لأم كلثوم في فترة الثلاثينيات، يعود إلى عام 1920، وبتوقيع والد أم كلثوم وكان نصه "في تاريخه أدناه اتفقت الموقع اسمي بخطي فيه أدناه إبراهيم السيد من طماي مركز السنبلاوين دقهلية مع أحمد إسماعيل من الكوم الطويل مركز كفر الشيخ غربية عن حضوري مع كريمتي السيدة أم كلثوم لتلاوة القصة الشريفة النبوية والحضور هو يوم الجمعة 4 ذو الحجة سنة 1338 ليلة الجمعة منه على مقاولة قدرها مبلغ 950 قرشا صاغ ميري، وصلنا عربون مبلغ 400 أربعمائة قرش صاغ ميري، وباقي لنا طرف المذكور مبلغ 550 قرشا صاغ ميري وقد تحررت هذه شروطا بذلك".