الارشيف / العاب / IGN

مراجعة الحلقة 3 من The Last of Us

ملاحظة: تحتوي هذه المراجعة على حرق للحلقة 3 الموسم 1 من The Last of Us. يمكنكم قراءة مراجعة الحلقة الأولى هنا. والثانية هنا.


سأدخل صلب الموضوع من البداية: لربما تلقى هذه الحلقة صدى إيجابياً كبيراً في الغرب، لكنها ستتلقى الكثير من النقد السلبي اللاذع في منطقة الشرق الأوسط. حيث أنها تقدم قصة جانبية لشخصيتين ثانويتين باللعبة، فتروي قصة الحب المثلية التي جمعت بين بيل وفرانك. لكن في محاولة مني لأبقى حيادية وأقدم مراجعة نقدية فعلية للحلقة، سأحاول وضع هذه المسألة جانباً والتركيز على ما تقدمه فعلياً لقصة المسلسل واللعبة على حد سواء.

تعتبر هذه الحلقة أول ابتعاد كامل عن قصة اللعبة، حيث أنها من اللحظة الأولى إلى الأخيرة (باستثناء مشهد صغير في ) تخرج تماماً عن اللعبة في سعي لتقديم عمق أكبر حول شخصيتي بيل وفرانك، فتكشف لنا كيف التقيا ببعضهما البعض من بداية انتشار الوباء تقريبا ًوحتى يومنا الحاضر. لكن لم تكتفِ الحلقة بتقديم تفاصيل جديدة حولهما فحسب، بل أنها غيرت أيضاً بعض التفاصيل من قصة اللعبة.

نرى في الحلقة بيل الذي اختبأ من قوات القانون التي تجمع جميع الناس لتنقلهم إلى بر الأمان... أو هذا ما يقولونه، حيث نكتشف لاحقاً عندما يخبر جول إيلي أنهم قاموا بقتل الجميع لأنه لم تكن هناك أماكن كافية، وذلك لأن الأموات لا يمكن أن يصابوا بالعدوى. يعرف بيل كيفية النجاة، فهو لا يكتنز الأشياء الصحيحة من أجل البقاء فحسب، بل أنه مع إجلاء الجميع من البلدة، أصبح كل شيء تحت تصرفه، بداية من المتاجر ووصولاً إلى قسم توليد الكهرباء. فيعيش وسط هذا الوباء الحياة الرغيدة التي يفتقدها جميع الآخرين. كانت هذه المشاهد مثيرة وتمثل مقدمة رائعة لنتعرف كيف يعيش بيل مكتفياً ذاتياً ولماذا لديه كل هذا.

لكن بعد بضعة سنوات، يقع أحد الرجال في أحد الحفر التي حفرها بيل حماية له، ليجد رجلاً هائماً وجائعاً يرجوه لتناول بعض الطعام. يتعاطف معه بيل ويدخله إلى منزله، ولا يكتفي بذلك، بل يطهو له وجبة راقية من اللحم التي أصبح طعمها من ذكريات الماضي لدى غالبية البشرية.

كانت تلك اللحظات الصغيرة هي أحد الجوانب الرائعة القليلة في الحلقة، اللحظات التي يتذوق فيها فرانك الطعام كالطفل الصغير الذي يتذوق الأطايب للمرة الأولى في حياته. تلك الملذات الصغيرة التي لا نشعر بقيمتها اليوم عندما نتناول طعامنا الساخن واللذيذ كل يوم. تمكنت تلك اللحظات من جعلنا نشعر، وحتى نتذوق، طعم الحياة في عالم مدمر لم يعد فيه شيء من حياتنا القديمة. ومن تلك اللحظات المميزة أيضاً كان ذاك المشهد الذي يفاجئ فيه فرانك بيل بالفراولة الحمراء المزروعة، فيتناولها مع ضحكات مليئة بالدموع... تضفي هذه المشاهد الكثير من الإنسانية على قصة عالم المسلسل المدمر بشكل عام، وعلى قصة بيل وفرانك بشكل خاص.

تقفز الحلقة عدة سنوات، فنرى أن بيل وفرانك لا يزالان يعيشان بمفردهما في هذه البلدة الخالية، لكن فرانك يريد أن يتوسع بالصداقات عبر هذا العالم، ويكشف لبيل المتحفظ والخائف دائماً أنه كان يتواصل مع امرأة عبر الراديو، لنكتشف لاحقاً أنها في الواقع تيس، والتي لا يطول الأمر قبل أن تأتي هي وجول لزيارتهما من أجل التبادل التجاري.

بالرغم من أن الحلقة تمتد على قرابة 20 عاماً إلا أنها تعاني من بطء وتيرتها... إنها عبارة عن حلقة كاملة من الفلاشباك باستثناء مشاهد جول وإيلي القليلة.

نرى بوضوح مدى الاختلاف بين شخصيتي بيل وفرانك، بيل شخص متحفظ ويخاف من الغرباء، تماماً مثل جول، في حين أن فرانك شخص منفتح ولطيف ويحب إنشاء الصداقات، والذي يتوافق بسهولة مع تيس التي نرى جانباً مرحاً لديها لم تتح لنا الفرصة لرؤيته في الحلقة الأولى قبل موتها.

بالرغم من أن الحلقة تمتد على قرابة 20 عاماً إلا أنها تعاني من بطء وتيرتها بشكل عام. إنها عبارة عن حلقة كاملة من الفلاشباك باستثناء مشاهد جول وإيلي القليلة، مما يجعل المشاهدين يشعرون بنوع من التململ في انتظار معرفة ما يجري مع بطلينا في يومنا هذا. وفي نهاية المطاف وبالرغم من أنها تقدم قصة خلفية متكاملة لبيل وفرانك، إلا أنها بشكل عام لا تترك أي تأثير مباشر على قصة إيلي وجول، حتى انهما عندما يصلان إلى هناك يكون الثنائي قد ماتا. لكن بالطبع كان لهما تأثير على قصة تيس وجول من خلال التعاون الذي نشأ بينهم، والذي لا نعرف بعد ما إذا كان سيكون له تأثيرات أخرى في الحلقات المقبلة. لكن في هذه الحلقة يخرج المسلسل بشكل كبير عن سكة قطار القصة الرئيسية ويذهب في رحلة فرعية تبدو بأنها من خارج هذا الزمان.

لكن ليس كل شيء بطيء الوتيرة هنا، حيث أن هناك مشهد آكشن رائع للغاية والذي يعتبر من اللحظات البارزة بالحلقة. كان قد قال جول لبيل عند لقائهم أنه سيأتي يوم ويهجم فيه أشخاص مسلحون عليهم طمعاً بما لديهم... وهذا ما يحدث فعلاً. لكن بيل كان لهم بالمرصاد. فالأفخاخ المتفجرة التي وضعها في المحيط الكامل لمسكنه تحول سكون الليل إلى حرب شعواء في الخارج، توقظ فرانك من نومه العميق الذي يبدأ البحث عن بيل منادياً له تحت ضجيج الانفجارات. كان إخراج هذا المشهد رائعاً للغاية ويجعل المشاهدين يشعرون بالتوتر، وخاصة عندما يخرج فرانك للخارج ونرى الانفجارات والنيران من كل حدب وصوب تقتل أولئك المسلحين.

لا نفهم في الواقع سبب خروج بيل من المنزل والبدء بإطلاق النار في منتصف الشارع من دون أية حماية، في حين كان بإمكانه الجلوس وترك الأفخاخ تقوم بعملها، أو على الأقل الصعود إلى السطح وإطلاق النار من بعيد دون تعريض نفسه للخطر، مما يجعل مشهد تعرضه لطلقة في بطنه مثيراً للإحباط ويبدو بأنه مقصود ليجعل المشاهدين يشعرون بالمزيد من التعاطف تجاهه.

تقفز الحلقة بالزمن للمرة الأخيرة وتعيدنا إلى الزمن الحاضر، عام 2023، ربما قبل أشهر أو أسابيع قليلة من الأحداث التي تجري مع جول وإيلي، حيث نرى أن بيل لا يزال حياً، وقد شاخ هو وفرانك إلى جانبه، ويبدو الأخير أنه مصاب بمرض عضال يجعله غير قادر على المشي أو الاعتماد على نفسه، ويبدو أنه قرر أخيراً أنه يريد مغادرة العالم. فيطلب من بيل مساعدته على قتل نفسه بواسطة الدواء بعد تناول وجبة أخيرة سوية، فيعيد بيل طهي أول وجبة قام بطهيها له عند لقائهما لأول مرة، وبعدما ينتهيان من تناول الطعام ويشرب فرانك كأسه المميتة، يتبين لنا أن بيل فعل المثل ليموتا سوية مثل روميو وجولييت.

يمثل هذا ابتعاداً أيضاً عن قصة اللعبة التي نرى فيها فرانك وقد انتحر شنقاً، في حين أن شخصية بيل تبقى حية في اللعبة لفترة من الزمن لتساعد جول وإيلي في رحلتهما. لكن تبقى النتيجة هي نفسها، حيث يحصل جول على السيارة من بيل مثلما يفعل باللعبة، وينطلق هو وإيلي في بقية مغامرتهما.

وبالحديث عن جول وإيلي، فإن المشاهد القليلة التي يظهران فيها بالحلقة هي الأبرز، حيث نرى الثنائي يسيران في الشوارع المهجورة المليئة بالأشياء التي تراها إيلي للمرة الأولى في حياتها. وكانت تلك اللحظات هي الأكثر تميزاً بالحلقة، فلقد كان من الرائع رؤيتها كيف تشعر بالذهول من كل شيء، بداية من الطائرة المحطمة على التلال، ووصولاً إلى السيارة التي تركبها للمرة الأولى في حياتها.

كان هناك مشهداً فرعياً أيضاً يصلان به إلى أحد المتاجر التي يخبئ بها جول بعض الأغراض، قتبدأ إيلي بالبحث بالأرجاء حتى يوصلها بحثها إلى كوة مخفية بالأرض فتنزل بها لتجد أحد المصابين عالقاً تحت الأنقاض. تمتلئ الأجواء في هذا المشهد بالرهبة والتوتر، حيث تقترب منه بحرص وتخرج سكينها وتشق له جبينه، ومع قوانين المصابين الجديدة التي أضفاها المسلسل، لم أفهم لماذا لم يؤدي جرحها له أو حتى قتله إلى تنبيه مصابين آخرين أيضاً... ربما لم تمتد جذوره كثيراً تحت الأرض بعد، لكن عليكِ بالحذر يا إيلي وإلا وجدتِ نفسك أمام جيش من المصابين الذين لا يرحمون! كان هذا من المشاهد القليلة في هذه الحلقة المليء بالرعب الحقيقي.

يصل جول وإيلي في نهاية المطاف إلى منزل بيل وفرانك ليكتشفا أنهما ماتا، حيث تعثر إيلي على رساله تركها له بيل مع مفتاح السيارة، والتي كانت مؤثرة للغاية مع نصيحة بيل لجول بحماية الشخص الواحد الذي يعتقد أنه يستحق الإنقاذ، والتي نشعر أنها تلقى صدى كبيراً لدى جول من خلال نظراته، وتعزز من المشاعر الأبوية التي من الواضح أنها بدأت تتشكل لديه تجاه إيلي. لكن الغريب بالأمر أن يترك جول هذا المكان الآمن المليء بكل ما يحتاجه الإنسان على الفور من دون استراحة لبضعة أيام بعد رحلتهما الطويلة. فكل ما يفعلانه هو الاستحمام قبل جمع بعض الأغراض الأساسية ووضعها بالسيارة والانطلاق نحو المجهول بحثاً عن شقيقه تومي قبل أن تنتهي الحلقة على ألحان أغنية حزينة مع ابتعاد السيارة نحو الأفق، والكاميرة ترجع إلى الخلف عبر نافذة فرانك وبيل المفتوحة التي نعرف أنهما ينامان خلفها ميتين بهدوء وسلام.

تخرج الحلقة 3 تماماً عن قصة اللعبة وهي عبارة عن فلاشباك بالكامل تقريباً يقدم قصة منشأ لشخصيتين جانبيتين باللعبة. تعاني الحلقة من البطء ولا تقدم الكثير لقصة جول وإيلي بشكل فعلي ما عدا بعض المشاهد القليلة جداً التي يظهران بها. وباستثناء مشهد متفجر مليء بالآكشن، وبعض اللحظات الصغيرة التي تجعلنا نشعر بالتواصل مع ما يعنيه أن نعيش حقاً في عالم مدمر، كانت هذه الحلقة بمثابة سكة فرعية خرج فيها قطار المسلسل عن مساره قليلاً ليأخذنا فيما يشبه النزهة الهادئة قبل العودة إلى قلب العاصفة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا