الارشيف / عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

قطار الوزير "شبكشي" يتوقف بعد رحلة من سائق "دراكتر" وبائع آيس كريم إلى كرسي

تم النشر في : 

2 أبريل, 2023, 12:52 مساءً

غيّب الموت الجمعة الماضية، الصحة الأسبق الدكتور أسامة عبد المجيد شبكشي، بعد رحلة طويلة من العطاء في مجالي الطب والدبلوماسية لخدمة المملكة.

وخلال الأيام الماضية، كان شبكشي يرقد على السرير الأبيض في أحد المستشفيات بجدة، إثر تعرضه لوعكة صحية، وسط اهتمام كبير من المسؤولين والأقارب الذين تمنوا له الشفاء، قبل أن يتم الإعلان عن وفاته.

مولده ونشأته

ينحدر الراحل من أسرة حجازية عريقة، يعود نسبها إلى الحسن بن أبي طالب، كانت تكنى بـ "آل عثمان" قبل العهد العثماني، ثم تسمت بـ "شبكشي" وفقاً لمهنة الأسرة، كما هو موثق في السجلات القديمة.

وٌلد أسامة شبكشي في عام 1943م/ 1363هـ، وتقلد العديد من المناصب خلال حياته، حيث كانت بداية انطلاقته من مدرسة الفلاح لمن هم دون سن السابعة، لينتقل بعدها للدراسة في السودان مع ابن عمه هشام صالح شبكشي حين كان في السادسة من عمره، ومنها إلى لبنان عام 1953م، قبل أن يحط الرحال في مدينة الإسكندرية المصرية، ليدرس هناك، إلا أنه عاد إلى المملكة، بعد ما يزيد على عام مندراسته فيها وكان لازال طالباً في الصف الثاني الثانوي.

وفي هذا الوقت، عزم شبكشي للحصول على بعثة دراسية لإكمال دراسته الجامعية، إذ التحق بمدارس الثغر النموذجية، وأعاد دراسة في مدرسة "كيل" في ألمانيا الغربية، وحصل على شهادة البكالوريوس في الطب من جامعة ايرلنجن الألمانية، كما حصل على درجتي دكتوراه: الأولى في الطب عام 1974، والأخرى في الفلسفة عام 1976، إذ أمضى في ألمانيا قرابة 13 عاماً.

أزمات ومواقف إنسانية

وفي كتابه "مواقف وأشهاد"، الذي نشره عام 2015 على نفقته الخاصة في برلين، تطرق شبكشي إلى سيرته وتجاربه الشخصية، حيث كشف أنه عمل سائقاً لـ"تراكتور" بمزرعة في ألمانيا مقابل 7.5 "ماركات"، وعمل في مناولة وتحميل العلب المعدنية بمصنع للبسكويت مقابل ربع دولار عن كل علبة، كما عمل في بيع الآيس كريم للأطفال صيفاً، وعمل في مصنع للغواصات كثير الضوضاء، ما تسبب بفقدان أذنه اليسرى لحاسة السمع، حيث لم يكن بمقدوره شراء جهاز حماية الأذنين كغيره من العاملين.

كما تحدث في كتابه عن موقف طريف في فترة مراهقته، حينما ذهب مع 4 من زملائه لأداء امتحان الفيزياء، وكان يتوقع أن يجد قاعة بها مئات الطلبة فإذا به يجد نفسه وحيداً في مواجهة ممتحن المادة بعد انسحاب زملائه لمعرفتهم بشخصيته وصرامته، حيث كان الممتحن هو البروفيسور أوتوهان (الحائز على جائزة «نوبل» في الفيزياء)، لكن الله أراد له أن يعطي الإجابات الصحيحة وينال تقديراً عالياً.

وتعرض شبكشي لأزمة إنسانية صعبة، حينما عاش أسوأ أيام حياته، يوم فقد ابنه الوحيد "عبد المجيد" الذي كان يدرس وقتها في كلية الطب، في حادث سير في جدة.

مناصبه وألقابه

خلال مسيرة طويلة من العطاء، تقلّد شبكشي العديد من المناصب ومنها: عضو مجلس إدارة مركز الملك فهد للعلوم الطبية -عضو مجلس إدارة المستشفى الجامعي -محاضر في كلية الطب جامعة الملك عبدالعزيز بجدة -عضو مجلس كلية الطب والعلوم الطبية -عضو لجنة بين المستشفيات في المنطقة الغربية -وكيل جامعة الملك عبد العزيز للدراسات العليا والبحث العلمي في يناير 1991 -مشرف على مستشفى جامعة الملك عبد العزيز بجدة -عميد كلية والعلوم الطبية بجامعة الملك عبد العزيز- مدير لجامعة الملك عبدالعزيز بجدة في ديسمبر 1993 -وزيراً للصحة في أغسطس 1995 -مستشار في الديوان الملكي -سفير المملكة في ألمانيا.

مواقف وإنجازات لا تٌنسى

قدّم شبكشي العديد من الإنجازات أثناء توليه ، على رأسها تسديد الديون البليونية للوزارة بمدة لم تتجاوز الأربع سنوات، وهو رقم مذهل نسبياً مقارنة بحجم الديون التي أغرقت الصحة لعقود، بالإضافة إلى العمل على تحسين المستوى الصحي للسكان من خلال إطلاق الصحة الوقائية، وتطوير الرعاية العلاجية، ورفع كفاءة الأداء، وتحسين النوعية للخدمات الصحية، وتنمية وتطوير القوى البشرية العاملة في المجال الصحي، والترشيد في الإنفاق، والاستغلال الأمثل للموارد، والتحويل التدريجي للتشغيل الذاتي للخدمات الصحية، وإعداد خارطة صحية للمملكة لتحديد مواقع مرافق الوزارة بدقة، وعدد تلك المواقع، وحجم خدماتها -، والمناطق التي تغطيها واستكمال وتشغيل وإنشاء المرافق الصحية وفقاً لتلك الخارطة الصحية بغرض الاستفادة من موارد الوزارة بالصورة المثلى، ودعم التنظيم الإداري وتطوير نظم المعلومات بالوزارة والمناطق، وربطها بشبكة معلومات وزارة الصحة.

وبفضل جهوده، تم اختيار المملكة من قِبل منظمة الصحة العالمية كأفضل دولة على مستوى العالم العربي في خدماتها الصحية. وكذلك احتلت المملكة الموقع السادس والعشرين بعد ألمانيا من بين مئة وإحدى وتسعين دولة على مستوى العالم، من حيث كفاءة الأداء في ظل الموارد المتاحة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا