فى ذكرى رحيل رجل من أولى العزم..
المشير طنطاوى.. روح وريحان وجنة نعيم
بقلـم: حمدى رزق
نقلا عن مجلة المصور
وتقدم الرئيس عبد الفتاح السيسى وكبار قادة القوات المسلحة، الجنازة العسكرية للمشير الراحل «محمد حسين طنطاوى» وزير الدفاع الأسبق، من مسجد المشير حسين طنطاوى بالتجمع الخامس.
وتُوفى المغفور له صباح الثلاثاء، 21 سبتمبر من العام 2021 عن عمر ناهز 85 عاما، وشيَّعه الشعب المصرى جميعاً إلى مثواه طالباً له الرحمة والمغفرة والجنة جزاء وفاقاً على ما قدمه لوطنه وشعبه من إخلاص ووفاء نادرين.
المشير محمد حسين طنطاوى (31 أكتوبر 1935- 21 سبتمبر 2021) القائد العام الأسبق للقوات المسلحة المصرية، فى وصفه يُقال «رجل دولة» بكل المعانى الموحية بالتقدير البالغ والاحترام، ورجال الدولة ندرة من الرجال الأوفياء، ورجل دولة عادة ما يكون عسكرياً، سياسياً، دبلوماسياً أو من الشخصيات العامة البارزة أصحاب حياة مهنية طويلة ومحترمة على الصعيد الوطنى والدولى.
عمِل طيّب الذكر وزيراً للدفاع والإنتاج الحربي. وُلد لأسرة مصرية نوبية، تخرج فى الكلية الحربية المصرية سنة 1956م، ثم كلية القادة والأركان. شارك فى حرب 1967م وحرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973م حيث كان قائد وحدة مقاتلة بسلاح المشاة.
بعد الحرب حصل على نوط الشجاعة العسكرى ثم عمل فى عام 1975 ملحقا عسكريا لمصر فى باكستان ثم فى أفغانستان.
تدرج فى المناصب حتى أصبح وزير الدفاع والقائد العام لـلقوات المسلحة فى عام 1991م وحصل على رتبة المشير فى 1993م.
تولى رئاسة مصر بصفته رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد تنحى الرئيس السابق المرحوم «محمد حسنى مبارك» فى 11 فبراير 2011م، وظل المشير طنطاوى ممسكا بدفة السفينة العتيقة خشية الطوفان، حتى أُحيل للتقاعد عنوة وغدراً من رئيس جماعة الإخوان الإرهابية بمخطط من مكتب الإرشاد، فى 12 أغسطس 2012، ومُنح قلادة النيل على سبيل ترضية الشارع الغاضب على القرار، وعُين مستشاراً لرئيس الجمهورية شكلياً.
طيّب الذكر المشير «محمد حسين طنطاوى».
يرحمه الله عاش ومات صامتاً، وبفروسية لم يشأ أن يدافع عن نفسه فى مواجهة حملة ممنهجة وعاتية دشنها نشطاء ممسوسون إخوانيا وخارجيا، لتشويه دوره الوطنى الذى تسجله وثائق الدولة المصرية بأحرف من نور الوطنية.
المشير التاريخى حمل الأمانة وأداها كاملة غير منقوصة، ولم يرضخ لتهديدات الإخوان والتابعين، ووقف سداً منيعاً فى مواجهة مخطط حرق مصر، ولم يهادن، ولم تلِن عريكته، وقال كلمته، نقطة دم من مصرى حرام قطعياً، ولم يهادن، ولم تلن عريكته، ولم يخش فى حق الوطن لومة لائم عقور، ووضع نصب عينيه مصر أولا.
مثله مثل «أولى العزم» من الرجال الخُلص الأمناء، وأولو العزم هم أهل الصبر وقوة تحمل المشاق، وتحمل ما لا يحتمله بشر من قساوة النشطاء، وعداوة الإخوان، وخبث السلفيين، وموالسة الحزبيين، وجمعوا له من كل قبيلة رجلاً يبتدره العداء فى سفور فاجر، وكان إزاءهم، وعلى أذاهم من الصابرين.
يوماً بعد يوم يظهر الوجه الحقيقى الأصيل للمشير طنطاوى من بين ركام الأكاذيب التى راجت تتهمه بما ليس فيه، وتحمله ما لا يحتمل، وتثير غباراً حول دور الرجل الذى اختاره القدر فى لحظة فارقة ليحمل الأمانة التى تنوء بحملها الجبال، وحملها طنطاوى صابراً محتسباً متسلحاً بصبر جميل، وإيمان بأن الله يحميها، ويباركها، محروسة بأمر الله.
رحل صامتاً محتسباً، طوال عمره وحتى مماته، رجل صموت يقتات الصمت كالجمال، جمل الحمول، حمل العبء ثقيلاً، وقاد البلاد فى عاصفة هوجاء من الاحتمالات المفتوحة، ظل عينه وعبادته ودينه وديدنه أن يسلم البلاد سالمة آمنة لأهلها، كما تسلمها فى لحظة قدرية قائداً عاماً للقوات المسلحة وزيراً للدفاع.
وثائقية (الاختيار/ ٣) التى أُذيعت على التلفزيون المصرى فى رمضان الماضى، ترد بوثائق فيلمية موثقة على جبال من الأكاذيب التى روّجها نشطاء فى الفضاء الإلكترونى، للأسف حُجبت الحقيقة كاملة عن أجيال غابت عنها الحقيقة وغُيبت تماماً عن مقاصد رجال المجلس العسكرى الذين نفروا للذود عن الحياض المقدسة، الأسطول السادس الأمريكى تحرك فى البحر الأبيض قبالة السواحل المصرية!
الوثائق الشحيحة التى أذيعت فى دراما تسجيلية، تضع النقاط ساطعة فوق حروف شاهت وتشوهت بفعل فاعل، تدحض اتهامات عقورة لا تزال تطارد المشير فى قبره، تتهمه بتسليم البلاد للإخوان، والمشير بريء من هذه الاتهامات، ويده طاهرة من الدماء، الإخوان كانوا ابتلاء ابتُليت به البلاد، ورفع الله سبحانه الغمة، غمة وانزاحت، وسقط حكم المرشد فى غيابات الجُب، وتشتت شملهم وصاروا غرباء فى وطنهم، والمنافى ملاذهم من غضبة شعب ثار على الفاشية، إذا الشعب يوماً أراد الحياة كما قال أبو القاسم الشابى فى قصيدته الشهيرة، قالها فى تونس الخضراء وتجسدت فى مصر المحروسة.
يكفيه، يكفى المغفور له، المشير طنطاوى، وفى ميزان حسناته عند رب العالمين، حقن الدماء، والانحياز إلى ثورة الشعب، وقاد الجيش إلى مكانه الصحيح فى قلب الشعب حامياً أميناً على مقدرات هذا الشعب العظيم، منع حرباً أهلية وقودها الناس والحجارة، وعلى هدى من خطوته كان مكان القوات المسلحة فى قلب ثورة الشعب فى 30 يونيو المجيدة.
فى ذكرى رحيله، استنكفت حكياً استهدفه أخيراً، حكى بغيض، من مخلفات سنة الإخوان السودة، استهدف المشير التاريخى «محمد حسين طنطاوى» بطل معركة «المزرعة الصينية الشهيرة»، ويرجع سبب تسميتها بـ«المزرعة الصينية» إلى أن المنطقة كانت فى مزارع تجارب يابانية فى سيناء، لكن عندما وجد الجنود الإسرائيليون أدوات ومعدات مكتوبا عليها باللغة اليابانية ظنوا أنها صينية ومن هنا أتى الاسم، وتمت المعركة بين لواء مشاة ميكانيكى للجيش المصرى وفرقتين مدرعتين مع كتيبة مظلات للجيش الإسرائيلي.
شارك المشير طنطاوى فى معركة «المزرعة الصينية» برتبة مقدم، حيث قرر وقف إطلاق النار تماماً لإغراء قوات العدو الإسرائيلى على التقدم عبر المنطقة الواقعة بين الجيش الثانى والجيش الثالث الميدانيين على الضفة الشرقية لقناة السويس، وبالفعل تقدمت القوات حتى أصبحت فى مرمى نيران القوات المصرية، ولا يمكن أن تخطئها أى رصاصة حتى من بندقية صغيرة، وفور تقدمها حاصرها طنطاوى بقواته لدرجة أن «إيريل شارون» فقد 60 دبابة، فى قتال متلاحم، ماسورة دبابة فى عين ماسورة دبابة، وجنازير متلاحم بجنازير.. ما بال خنازير الإخوان لا يقرأون التاريخ العسكرى؟!
وتقرأ فى مواقع الإخوان النجسة حكياً ينصر المقبور شارون على المحارب العظيم طنطاوي، والأخير( طنطاوى مع حفظ الألقاب) هو من دمر آليات شارون وأفقده صوابه العسكري، وحتى رحيله يشهد شارون بشجاعة طنطاوى ورجاله.
المشير طنطاوى هو من أنقذ البلاد من براثن حكم الإخوان، وسلم البلاد إلى تلميذه النجيب الرئيس عبد الفتاح السيسى ليقودها من نصر أكتوبر إلى نصر الجمهورية الجديدة متسلحاً بروح انتصارية، قبس من نور أكتوبر الذى أضاء وجه مصر الصبوح.. وحلمه مصر قدّ الدنيا..
حملة الهجوم السنوى على المشير الراحل طيّب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته جزاءً وفاقاً على إخلاصه لوطنه وشعبه، تذكر بحملة الهجوم السنوى على خالد الذكر الرئيس جمال عبدالناصر الناصر، الإخوان عبيد السمع والطاعة ثأريون، لا ينسون ثأرهم ممن شتت شملهم، نفس ثأريتهم المستبطنة من الرئيس السيسى الذى هزمهم شر هزيمة، وأسقط حكمهم عن البلاد.
حملات قذرة ممنهجة لا تبتعد عن محاولات رخيصة للنيْل من نصر أكتوبر، نفس محاولات فاشلة للنيْل من نصر أكتوبر بالنيْل من منجز قادة عظام ملأوا سماء الوطن بالنور، للأسف بثأرية تاريخية عقورة، لا تزال معتملة فى نفوس.. ألف رحمة ونور على نور العيون المشير العظيم محمد حسين طنطاوى، وروح وريحان وجنة نعيم.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة متر مربع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من متر مربع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.