«ترابط.. نسجٌ للحياة» هو عنوان الجناح المستدام الذي كشف عنه مركز جميل للفنون، ومن تصميم الأستوديو المعماري «ذا أذر دادا» للاستشارات الهندسية والمعمارية التجديدية في بيروت، والذي أسسه المهندس المعماري أديب دادا. يقع الجناح في حديقة «جداف ووترفرونت للفنون»، وقد تم إطلاقه أمس بالتزامن مع فعاليات قمة المناخ «كوب 28»، وصمم بتكليف من مؤسسة «فن جميل». وعلى الرغم من أن جميع الهياكل المؤقتة ينتهي بها المطاف في مكب النفايات، إلا أن اللافت في تصميم هذا الجناح أنه تم الأخذ بعين الاعتبار أن يكون هناك حياة ثانية لكل المواد التي اختيرت فيه. مساحة مشتركة يوفر هذا العمل بيئة حاضنة تلتقي وتندمج فيها بيئتان مختلفتان، لتستضيف مساحة مشتركة بين الكيانات البشرية وغير البشرية وتعزز التآزر بين عالم تصنعه الطبيعة وبيئة صنعتها أيادي البشر. يتألف العمل من أجسام مخروطية متداخلة ومتشابهة مصنوعة من مواد مستدامة من مصادر محلية بما في ذلك الطين والفطريات ومخلفات النخيل والأنسجة المعاد تدويرها، فيمثل بالتالي دعوة لإحياء المساحات الحضرية من خلال التركيز على النطاق المحلي الضيق وإنشاء أنظمة دعم بيئي دائرية داخل الهياكل المادية الجديدة. صُمم العمل وفق أربع ركائز تتحدث عن مفهومه وبنائه وإزالته، وهي التربة والمياه والغطاء النباتي والطاقة، وسيتم العمل على إعادة استخدام مكوناته للزراعة المحلية بعد إزالته، فيما سيحصل الهيكل على حياة جديدة كموئل تحت الماء للشعاب المرجانية والأسماك، ليكتمل بذلك ترابط الحياة على الأرض بالحياة تحت الماء. ويشتمل العمل على مجموعة من الأعمال الفنية التي ابتكرتها الفنانة المقيمة في دبي سوليمار ميلر، استجابة لتأثير التوسع الحضري على البيئة، إذ يلتقط عمل ميلر الفني الأنواع النباتية والحيوانية المحلية في دولة الإمارات، ويلفت الانتباه إلى أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي المحلي وتشجيع المحادثات الأوسع حول تغير المناخ. موائل للكائنات وقال المهندس المعماري أديب دادا: «إنه مشروعنا الأول الذي يربط بشكل هادف عملنا في بناء الموائل البشرية التي تسمح ببناء موائل للكائنات الحية الأخرى، فنحن نؤمن بقدرتنا على استعادة مكانتنا التشاركية داخل منظومة الطبيعة عبر تقديم منتدى مشترك للبشر والكائنات الحية الأخرى لتزدهر في المدينة». ولفت الى أن الجناح يوفر مساحة مشتركة للبشر والكائنات الحية الأخرى للالتقاء معاً على قدم المساواة، وتقاسم الغذاء والماء والموئل، فهو يعيد الحياة الى المدينة، وقد صمم بتنسيق العناصر الطبيعية، وهي الشمس والهواء والضوء والمكان. وحول المواد التي صمم منها العمل، نوه إلى أنه عمل على جمع المواد التي يمكنه إعادة تدويرها من المتحف، بدءاً من الجص ووصولاً الى مخلفات الطعام وبقايا القهوة، فضلاً عن استخدام مخلفات التمور وجذور الفطر، وقد تم العمل على المواد بطرق صديقة للبيئة. وأشار دادا الى أنه تمت زراعة الجناح، وسيتم استخدام المنتجات التي زرعت في المطعم الخاص بالمتحف، بينما البقايا ستكون مخصصة للطيور والكائنات الحية، وهي ستبقى معروضة لمدة خمسة شهور. أما المجسم فأشار الى أنه تم استخدام الستيل الذي تم أخذه من الفجيرة ودون أن يكون معالجاً، موضحاً أن المواد ستجد فرصة حياة ثانية بعد انتهاء مدة عرضه، حيث ستتم إعادة تدوير مخاريط الألمنيوم وستستخدم كأوعية زراعية وأحواض مائية منزلية، أما الفولاذ غير المعالج فسيجد نفسه موئلاً مائياً لتشجيع نمو الشعب المرجانية. سيرة معمارية تخرج أديب دادا من كلية الهندسة المعمارية في الجامعة الأميركية ببيروت، وهو معروف بأنه ناشط بيئي وحاصل على العديد من الجوائز. شارك في إعادة إحياء المدينة واستعادة المساحة العامة من خلال زراعة غابات مياواكي الأصلية في مدافن النفايات الحضرية في مبادرته «الغابة الأخرى». وتدرب على طريقة مياواكي للتشجير، كما أنه يتميز بتجربته في العمل على تحويل الأنظمة البشرية ونموذج القيادة من خلال العمل مع البيئة. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App