الشارقة: «الخليج»افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أمس الاثنين، فعاليات الدورة التاسعة عشر من مهرجان الشارقة للشعر النبطي، والذي تنظمه دائرة الثقافة في الفترة من 3 إلى 10 فبراير الجاري بمشاركة 60 شاعراً وشاعرة من مختلف الدول العربية، وذلك في قصر الثقافة.وشاهد سموه والحضور في بداية حفل الافتتاح، عرضاً مرئياً تناول مسيرة الشاعِرَينْ المكرّمينْ في هذه الدورة وهما: الشاعر زعل بن عبيد بن سرحان الغفلي، والشاعر عوض بن راشد بالسبع الكتبي، وأبرز المحطات الأدبية لهما وإسهاماتهما في الشأن الثقافي العام على مستوى كتابة الشعر النبطي، وما يميّز قصائدهما التي تعتبر من عيون الشعر النبطي في دولة الإمارات.كما تغنى الشاعران خلال العرض بأبياتٍ شعرية قدما من خلالها شكرهما وامتنانهما إلى صاحب السمو حاكم الشارقة، على تفضل سموه بتكريمهما والاهتمام بالشعراء القدامى. ويُعتبر الشاعر زعل بن سرحان الغفلي أحد شعراء الشارقة البارزين وكان له حضوره الملموس وعاصر كبار الشعراء في الإمارات، وشارك في العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية، ويعتمد في صياغته اللغوية وفي بنية النص الفنية على المفردات المحلية الأصيلة، حيث كتب الشعر الاجتماعي وفي الغزل والمدح. فيما يُعد الشاعر عوض بن راشد بالسبع الكتبي من الشعراء أصحاب التجربة الشعرية الثرية والذين أسهموا في حفظ الموروث الشعري والتوثيق لمراحل مهمة في التاريخ الإماراتي، وقد تغنى بقصائده عدد من الفنانين، كما ارتبط بصداقات جمعته مع كبار شعراء الدولة، وشارك في العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية.فيما قدّم الشاعر بطي المظلوم مدير مجلس الحيرة الأدبي قصيدةً بعنوان «شارقة سلطان» بمناسبة افتتاح المهرجان، تناول فيها جهود ودعم صاحب السمو حاكم الشارقة للثقافة بشكل عام وللشعر بمختلف أنواعه على وجه الخصوص حتى أصبحت الشارقة منارةً للثقافة، قائلاً فيها:يا (شارقة سلطان) من هو يساويك؟وْيا عاصمه للشعر والفخر عنواناسمك نفاخر به وبالحيل نغليكتاجِ على كلّ العواصم والأوطانالله حباك بْحبّ من حبّ واليكوالله يزيدك من كرم طيب (سلطان)لبّسْك من عقد الثقافة ويهديكوأجمل بيوت الشعر تنساب قيفان.وفي أولى أمسيات المهرجان أنشد الشاعر سلطان بن خليف الطنيجي قصيدةً بعنوان «الونّة»، تناول فيها أهمية هذا اللون التقليدي من فنون الإبداع الشعري ذي الألحان العذبة في التراث الثقافي لدولة الإمارات، والذي يبثّ عبره الشاعر حزنه وما يعتري نفسه من آلام، قائلاً:الونّة المطلوبة وَأهّلها لي غدَوفنٍّ تقضّى دوبه على عِدّها وردَواأهل الشّعر يرّوا به مرّوا به وأبعدواوحنّا غزلنا هدوبه شروا غزل السّدُوانوِنّ به ونسموا به في ليلٍّ به هدَونطرب على أسلوبه ونذكّر به بدوو(الشّيخ) له مايوبه دعوات اللّي اسجدوصان الشّعر وقروبه ويعلّم لي بِدَو.أما الشاعر عبد العزيز بن سدحان من المملكة العربية السعودية، ألقى قصيدةً بعنوان «الشارقة» عبّر فيها الأثر الكبير للإمارة في الثقافة العربية، ودعم صاحب السمو حاكم الشارقة اللامحدود على ازدهار حركة الشعر في مختلف الدول العربية، قائلاً فيها:يا عرّاب الثّقافه طافت بلادك على البلدانهنا للعلم فيها والنّشاطات الثقافيّهحراكٍّ تستنير به العقول ويشحذ الأذهانيحررّها من آثار الجهَل وِمن الظّلاميّهبنيت أعلى الصّروح اللّي تحَتها كُرّم الإنسانوحطّيت لمجالات العلوم الفذّه آليّهرسمت لغايتك خطّه ونفّذت الخطط باتقانوحقّقت الطّموحات الكبار بكلّ نديّه. وتفضّل صاحب السمو حاكم الشارقة بتكريم الشاعِرَيْن: زعل بن عبيد بن سرحان الغفلي، وعوض بن راشد بالسبع الكتبي، على ما قدماه من عطاءٍ مستمر أثرى الشعر النبطي في الدولة.ويواصل المهرجان فعالياته وأمسياته في الأيام المقبلة، حيث ستقام 9 أمسيات شعرية، منها جلسة شعرية مخصصة لشاعرات من الوطن العربي، وندوة تناقش المسيرة الأدبية للشاعرين المكرّمَيْن في دورة هذا العام من المهرجان، كما سينتقل المهرجان يومي 9 و10 فبراير إلى مدينتي الذيد وكلباء، في توزيعٍ متميز لفعاليات المهرجان يوفّر فرصةً كبيرة للمشاركين من مختلف الدول العربية للتعرف إلى التراث الثقافي في مدن إمارة الشارقة.حضر افتتاح المهرجان كل من: الشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخ محمد بن حميد القاسمي رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، وعبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، والدكتور منصور بن محمد بن نصار رئيس الدائرة القانونية لحكومة الشارقة، ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، والدكتور علي إبراهيم المري رئيس دارة الدكتور سلطان القاسمي، وجمعُ من المسؤولين والشعراء من ضيوف المهرجان.