الارشيف / فيديو / صحيفة اليوم

توضيح الواضح وتأكيد المؤكد في أمر الماء


سؤال استراتيجي أطرحه على نفسي، يقول: ما الواجب علينا عمله تجاه مصادر المياه مجتمعة في بلدنا سقاها الله؟ مع هذه المصادر المحدودة كما وكيفا، ينتفي دور المثل الذي يقول: [لا تضع بيضك في سلة واحدة]. مع الماء - إن أردنا السلامة- علينا وضع جميع مصادر مياهنا في سلة واحدة من الاهتمام، والعناية، والحماية، والتنمية، والغيرة، والاستدامة. هذا هو الوضع الوحيد الذي يناقض فلسفة ذلك المثل أو المقولة. أمامنا مصدرين طبيعيين بجانب ثلاثة مصادر غير طبيعية «اصطناعية». هل هذا هو البيض الذي نتحدث عنه في سلة المقولة؟ بالتأكيد لا.
وللتذكير سبق وأن وضحت أن المصادر الطبيعية هي: مياه الأمطار والمياه الجوفية. وأن المصادر الاصطناعية هي: أعذبة المياه المالحة «التحلية»، مياه الصرف الصحي المعالج، والمياه الرمادية المعالجة. وحتى ننجح وبقوة في تحقيق استدامة الماء لابد من تركيز الجهود لكل مصدر ماء متوفر، بغض النظر عن عطائه كما وكيفا. أي عطاء لأي مصدر هو خير وبركة، ويساهم في استدامة المياه لكل الأجيال. ندرة المياه في بلادنا تدعونا إلى اتخاذ إجراءات استثنائية حازمة وصارمة عند التعامل مع الماء. الأمر ليس اختياريا لكنه ضرورة حياة.
البيض هنا في مقولة سلة العرب لا اقصد به الماء، فهو بيضتنا الوحيدة التي يجب علينا التعامل معها بحذر شديد، وفكر رشيد، سواء كانت في هذه السلة أو خارجها. هدفي هنا توضيح الواضح. أيضا تأكيد المؤكد، زحمة الحياة أحد أعداء الوقت والاهتمام.
إن المقصود ببيض هذه السلة هو شيء آخر. أقصد بهذا البيض العوامل التي تعتمد عليها مقومات مستقبل وضع الماء واستدامته. هي حزمة متعددة العناصر يمثلها: الجهد، المال، الوقت، الاهتمام، الحماية، العناية، وكل ما يتم بذله من أجل توفير الماء واستدامته.
إن توظيف تلك الحزمة كمجموعة بيض لصالح مصدر واحد «فقط» من مصادر المياه السابقة، يحمل محاذير كسرها تحت أي ظرف كان. إذا تعرضت لأي خلل سلبي، فإن خسارة هذا المصدر حتمية. هذا يعني فشل تعظيمنا لأهميته على حساب مصادر المياه الأخرى. وقتها نصبح «كما السلاح تحت ». هكذا يقول المثل العربي والعظيم في قريتي التي كانت تعيش على مهارات التراث المائي لمحاربة العطش والجوع.
هكذا يتضح ببساطة نقاء الماء، أن البيض الذي في سلة العرب ليس الماء. إنه مجموع كل ما يتعلق بأفعالنا الإيجابية لاستدامته، حيث يتم توجيهها لخدمة مصدر واحد، بسبب التركيز عليه على حساب بقية مصادر المياه الأخرى. هنا يأتي الحذر وتطفو مؤشراته قلقا مشروعا يجب أن يكون دائم الحضور. وأن يصبح ثقافة واهتمام الأجيال.
علينا التخلص من سلة البيض العربية هذه ونسيانها. علينا الاهتمام بكل بيضة على حدة، وأن نعطيها الجهد، والمال، والوقت، والاهتمام، والحماية، والعناية، وكل ما يتم بذله من أجل استدامة عطاء هذه البيضة التي هي هنا مصدر الماء سواء كان طبيعيا مثل المطر، أو اصطناعيا مثل أعذبة مياه البحر المالحة.
في أمر المياه وندرتها، إن الخطورة ومحاذيرها تتعاظم عندما نركز على مصدر واحد ونجعله استراتيجيا، ونضع بقية المصادر ثانوية. حقائق ندرة الماء في بلدنا تفرض علينا تجنب هذا التركيز المطلق. ويستمر الحديث.
@DrAlghamdiMH

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا