26 مارس 2025, 7:51 مساءً
الدعاء هو أعظم صلة بين العبد وربه، وهو مفتاح الخير، وسبب لدفع البلاء وجلب النعم.. لكن كثيرًا ما يقتصر بعض الناس على ترديد كلمات الدعاء دون استشعار عظمته وتأثيره الحقيقي؛ فيفقدون بذلك جوهر العبادة وروحها.
الإحساس بالدعاء هو أن يستحضر الإنسان قلبه وعقله أثناء دعائه؛ فيشعر بمعاني الكلمات التي ينطق بها، وتتفاعل مشاعره مع الطلب الذي يرفعه إلى الله.
فليس الدعاء مجرد تكرار لعبارات محفوظة، بل هو بوح صادق لما في النفس من حاجات وهموم، واستسلام كامل بين يدي الله.
الله سبحانه وتعالى يحب من عبده أن يدعوه بقلب خاشع ونفس متشوقة للقبول.
الدعاء حينما يصدر من أعماق القلب يكون أكثر تأثيرًا، وأقرب للإجابة.
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل".
فمن الأهمية بمكان أن يستشعر الإنسان عظمة الله وقدرته على تحقيق ما يطلب، وأنه عز وجل هو الملجأ الوحيد، وهو القادر على تحقيق الغايات والأمنيات.
كذلك اختيار أوقات استجابة الدعاء، مثل السجود، ووقت السحر، وبين الأذان والإقامة، ومثل هذه الأيام والليالي المباركة في هذا الشهر الفضيل.
فيجب الدعاء بصدق ويقين؛ فلا يطلب الإنسان من الله وهو متردد أو يشك في استجابته، بل يجب أن يكون واثقًا أن الله يسمعه، وسيرد عليه بما هو خير.
مهم أن نتذكر كذلك التفاعل الوجداني مع الدعاء؛ فيستشعر المرء أنه يخاطب الله مباشرة، ويعبّر عن مشاعره بصدق مهما كانت الكلمات بسيطة.
فليس بالضرورة أن تكون الأدعية باللغة العربية الفصحى، بل بلغة سهلة تفهمها وتستطيع من خلالها إيصال ما تريد إلى فاطر السماوات والأرض.
وأخيرًا، يجب أن نعلم ونؤمن أن الدعاء ليس مجرد كلمات ترددها الألسن، بل هو حديث روح إلى خالقها، وطلب محتاج من كريم غني.
فكلما كان دعاؤك نابعًا من قلبك الصادق كان أقرب إلى القبول، وأعمق أثرًا في حياتك.
لنجعل الدعاء جزءًا أساسيًّا في حياتنا، ونتذكر أن نُربي أولادنا على هذه المعاني؛ ليكبروا وهم يشعرون أن الدعاء هو سلاحهم القوي في كل ظروف الحياة.
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال. اللهم إنك عفو تحبُّ العفوَ فاعفُ عنا.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.