في عالم يتسم بالتسارع الرقمي والضغوط المستمرة، أصبحت الإنتاجية هاجسًا للكثيرين. لكن ماذا لو كانت المشكلة ليست في بذل المزيد من الجهد، بل في الطريقة التي نتنفس بها خلال العمل؟ هذا ما يطرحه الكاتب نيك سونينبرج في كتابه اصعد لتتنفس الهواء .
يوضح سونينبرج أن العديد من الموظفين والقياديين يعانون من «الاختناق الوظيفي» بسبب الانغماس في المهام الروتينية دون توقف، فبدلًا من التركيز على الأولويات الكبرى، ينشغلون بمهام ثانوية تستهلك طاقتهم دون تحقيق نتائج ملموسة.
ولعل من أبرز الأمثلة على ذلك، ما حصل في إحدى شركات البرمجيات التي لاحظت انخفاض إنتاجية موظفيها رغم ساعات العمل الطويلة، إلا أنها وبعد تطبيق مبادئ الكتاب، خصصت فترات للتخطيط الأسبوعي والراحة القصيرة، مما أدى إلى زيادة الإنتاجية بنسبة 30% مع تقليل ساعات العمل.
يقدم الكتاب أربع استراتيجيات رئيسية لتحقيق التوازن بين العمل والراحة، منها التوقف لالتقاط الأنفاس، بدلًا من العمل المتواصل، حيث يقترح الكاتب أخذ فترات قصيرة للتفكير والتقييم. مثلًا، تخصيص 10 دقائق كل ساعتين لمراجعة الأولويات، ومن ذلك ايضا التركيز على الهواء النقي أي على الأهداف الكبرى حيث يشير سونينبرج إلى أن 20% من المهام تُنتج 80% من النتائج. لذا، يجب تحديد المهام ذات الأثر الكبير وتفويض أو إلغاء الباقي، ومثال ذلك ما قامت به مديرة تسويق في احدى منصات الترفيه، حيث كانت تغرق في اجتماعات غير ضرورية، إلا أنها وبعد تطبيق مبدأ «الأولويات العشرين» تضاعف حملاتها الناجحة، ومن هذه الاستراتيجيات كذلك، استراتيجية بناء عادات التنفس اليومي، حيث يوصي الكاتب العمل على كتابة قائمة مهام محدودة «3 مهام رئيسية فقط».
ويؤكد على التحول من رد الفعل إلى الفعل الاستباقي، لأن العديد من فرق العمل تنجرف إلى ردود الأفعال كالرد على رسائل البريد العاجلة، فيما يرى أن الحل، هو تخصيص أوقات ثابتة للرد، وتحرير الوقت للعمل الاستباقي.
ويختم سونينبرج كتابه بتذكير بسيط لكنه عميق، فيقول الإنتاجية ليست سباقًا، بل رحلة تتطلب أن تتنفس، فمن خلال التوقف المؤقت، تستطيع أن تحصل على إعادة التركيز، وتقليل الفوضى، يمكن لأي شخص أو فريق تحقيق نتائج أكبر بجهد أقل، ولعل الدرس الأهم هنا، ليس في مقدار العمل، بل في ذكائه. فكما يحتاج الجسم إلى الأكسجين، تحتاج الإنتاجية إلى مساحات من التفكير الواضح والراحة المدروسة. فهل أنت مستعد للصعود إلى السطح؟
@azmani21
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.