فيديو / صحيفة اليوم

بين الإجازة والثلاثة فصول


كل عام وأنتم بخير، لقد مر علينا شهر الكريم والعيد كلمحة من أعمارنا، وها نحن اليوم على أعتاب العودة للمدارس بعد إجازة لأيام معدودة. ومع بداية الفصل الدراسي من نظام «الثلاثة فصول»، سيعاد تلقائيا وكما جرت العادة مسألة النقاش والمفاضلة بين نظام الفصلين، والثلاثة فصول الدراسية.
المعضلة هي أن بعضا من الأسر لديهم أطفال وشباب، فأصبحت جداولهم الدراسية والإجازات الفصلية غير متناسقة، فبعضهم بنظام الثلاثة فصول، والبعض الآخر من الجامعيين بنظام الفصلين. ولذلك، أصبحت البيوت جداولها مضطربة! من ناحية الاجتماعات والإجازات والسفريات والتنزهات العائلية وغيرها. فلعنا نقف على عدة ملاحظات في هذه المسألة منها:
مراجعة الفكرة من ناحية الإيجابيات والسلبيات حيث مضى على تطبيقها مدة زمنية كافية لتمحيصيها. ولا يعني هذا أن فكرة «الثلاثة فصول» خطأ، ولكن لكل مرحلة في الحياة مقتضياتها. فهي تجربة كانت تصلح أثناء أزمة وتبعياتها، وأما الآن فلعل المرحلة الجديدة تقتضي إعادة النظر في هذه المسألة. ولنا في السيرة النبوية قدوة حسنة، فقد جاء فيها تغير لبعض الأحكام في غير الثوابت لعلة ولحكمة «ذكر ابن القيم منها: الأزمنة والأمكنة والأحوال والنيات والعوائد». منها مثلا: «كنتُ نهيتُكم عن زيارَةِ القبورِ ألا فزورُوها». وهذه القضية ممكن أن تندرج أيضا تحت باب ما يسمى «الناسخ والمنسوخ». وكذلك من المعلوم أن بعض الأنظمة واللوائح والقوانين تُحدث حسب متطلبات الحياة العصرية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
وأما من الناحية الأعباء المادية على أولياء الأمور فقد أصبحت أكثر! حيث الإجازات الصيفية، والفصلية والمطولة، تعتبر بالنسبة للأسرة كلها إجازة، ويلزم منها السفر سواء خارجيا أو داخليا. وللتوضيح كان السفر على النظام الدراسي السابق مرتين في السنة، بين الفصلين، وفي الإجازة الصيفية السنوية، والتي كان فيها متسع من الوقت للسفر وترتيب له. وأما على نظام الثلاثة فصول، فأصبح السفر أكثر من ثلاثة إلى أربع مرات في السنة، وهذا يشكل عبأ كبيرا على رب الأسرة من الطبقة المتوسطة وما دون «ذوي الدخل المحدود». ولعل البعض يستدرك قائلا: لست مجبرا على كثرة السفر!، ولكن الحقيقة أنك لابد أن تتعامل مع الواقع حيث البعض مضطر لمجاراة هذه الظاهرة المكلفة «السفر في كل إجازة قصيرة أو طويلة» خصوصا في زمن وسائل التواصل الاجتماعي!
ومن الملاحظات المهمة في النظام الحالي، هو ضيق الوقت، وتراكم عدد الموظفين الذين يقدمون على الإجازات في نفس الأوقات لقصر الإجازة الصيفية السنوية.
أضف إلى ما سبق، كثرة وتفشي ظاهرة الغيابات قبل الإجازات وبعدها، وهي علامة على أهمية إعادة النظر في نظام الثلاث فصول الدراسي. والمثل الإنجليزي يقول: «تستطيع أن تقود الحصان إلى الماء، ولكن لا تستطيع أن تجبره أن يشرب».
وكذلك من القواعد المعروفة أن الجودة والكم لا يلتقيان، ومعنى ذلك أن نظام الفصلين الأطول دراسيا هو الأنسب للفهم والاستيعاب. وربما لنا في قصة الإمام الشافعي «المعلم» والربيع بن سليمان «الطالب» خير مثال. حيث أن الربيع كان بطيء الفهم، فكرر عليه الشافعي مسألةً واحدة عدة مرات، فلم يفهما الربيع، فقام الربيع من المجلس حياءً. فدعاه الشافعي في خلوة، وكرر عليه حتى فهِم، وقال: يا ربيع، لو قدرت أن أطعمك العلم لأطعمتك إياه! فأصبح الربيع بعد زمن من أئمة المذهب الشافعي.
فلعلي أقترح أن يكون هناك استطلاع للرأي يوزع على المهتمين من مديري المدارس، والمعلمين والمعلمات، وأولياء الأمور لمعرفة نسبة مؤيدي الرجوع إلى نظام الفصلين الدراسيين.
@abdullaghannam

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا