فيديو / صحيفة اليوم

إلى أين تذهب الغيوم؟


تتسلق الغيوم السماء الدنيا كأنها رسائل بيضاء، تحمل أسرار الأرض إلى أفق لا يعلمه إلا الله. تمرُّ خفيفةً أحيانا كأنها أطياف حائرة. أحيانا أخرى تُثقلها الدموع، فتئن في صمتٍ شفيف، كعاشقٍ يتوارى خلف السحب خشية افتضاح شوقه.
لكن.. إلى أين تذهب الغيوم؟
هل تعلم إلى أي أرضٍ تُساق؟
أم أن الرياح تملي عليها وجهتها كما تملي الأقدار دروب البشر؟
هل تهرب من سماءٍ ضاقت بأنفاسها، أم تبحث عن أرضٍ عطشى تحتاج إلى قبلةٍ من السماء؟
الغيوم في رحيلها تشبه قلوبنا التائهة. تمضي حيث لا تدري ولا ندري. تحمل في جوفها ماءً يعيد الحياة، لكنها لا تعلم متى يُكتب لها أن تُفرغ ما في صدرها. تعبر السماء كالعابرين في حياتنا. يأتون محمّلين بالأمنيات، يمكثون قليلا، ثم يرحلون تاركين خلفهم أثرا قد يزهر. قد يبقى انتظارا بلا مطر.
ربما تذهب الغيوم إلى بلادٍ لم تعرف الجفاف يوما. تزيدها ثراءً، وربما تسافر إلى أرضٍ قاحلة، فتبعث فيها نبضا جديدا. لكن ما من غيمةٍ تعبر السماء إلا وتركت خلفها سماءً بلونٍ مختلف.
وما أشبهنا بالغيوم..
نحمل في أعماقنا مشاعر مؤجلة. كلمات مختنقة. نمضي بين الأيام دون أن نعرف أين ينتهي بنا المطاف. نحلق في سماء أحلامنا. نسأل أنفسنا كل ليلة:
إلى أين تمضي أرواحنا؟ وأي أرضٍ ستستقبل بوْحنا حين يحين موعد الانهمار؟
ربما لا تذهب الغيوم بعيدا بل تبقى قريبة. تحوم فوق الأرض التي أحبتها. تراقبها من بعيد، وتنتظر لحظة اللقاء.
هكذا نحن أيضًا. نحمل في قلوبنا مطرا. مؤجلا.
نهاية:
نرحل، ونعود.. نذرف مشاعرنا في صمتْ دون أن نعرف أبدا.. إلى أين تذهب الغيوم؟
@karimalfaleh

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا