سدود المغرب.. ارتفاع ملحوظ في المخزون المائي خلال 72 ساعة الماضية وفي التفاصيل، شهدت المملكة المغربية 72 ساعة الماضية انتعاشة لافتة في مخزونها المائي، نتيجة تساقطات مطرية هامة شملت مناطق متفرقة من البلاد. هذا التطور الإيجابي ساهم في رفع منسوب المياه بعدد من السدود الكبرى، وأعاد بعضاً من التوازن إلى وضعية طالما اتسمت بالتأزم خلال الأشهر الماضية بفعل شح الأمطار وتأثيرات التغيرات المناخية.

في جهة الشرق، كان سد محمد الخامس من أبرز المستفيدين من هذه الأمطار، حيث ارتفع منسوبه المائي بحوالي 3.4 ملايين متر مكعب، لترتفع نسبة الملء إلى 80.1%، وهو ما يعد تحسناً ملحوظاً يعكس أهمية السد في ضمان الأمن المائي بالمنطقة.

أما في شمال المملكة، وتحديداً بإقليم تاونات، فقد عرف سد الوحدة – وهو الأكبر في المغرب – زيادة كبيرة في منسوب المياه قُدرت بـ 3.6 ملايين متر مكعب، لتصل نسبة الملء إلى 58.6%. ويُعتبر هذا السد ركيزة أساسية في تأمين حاجيات مناطق واسعة من مياه الشرب والري، ما يجعل هذا التطور مكسباً استراتيجياً في ظل استمرار التحديات المائية.

وفي الوسط المغربي، بإقليم أزيلال، سجل سد بين الويدان – رغم ظروفه المعقدة – ارتفاعاً ملموساً في منسوب مياهه بلغ 7.9 ملايين متر مكعب، لترتفع نسبة الملء إلى 13.7%. ورغم أن النسبة لا تزال ضعيفة مقارنة بالسعة الإجمالية للسد، إلا أن التحسن المسجل يُعد مؤشراً مشجعاً وسط مناخ جاف ومتقلب يطبع المنطقة منذ فترة طويلة.

أما في الجنوب الشرقي، فقد حقق سد الحسن الداخل بإقليم الرشيدية زيادة في منسوبه قدرها 2.1 مليون متر مكعب، لترتفع نسبة الملء إلى 71.8%.

ويُعد هذا السد من أبرز المنشآت الحيوية في المنطقة، حيث يضطلع بدور رئيسي في دعم الأمن المائي ومكافحة آثار الجفاف، خصوصاً في سياق التحديات التي يفرضها المناخ القاسي وضعف الموارد المائية المتجددة.

هذا التحسن النسبي في حقينة السدود يعيد الأمل في تجاوز جزء من الأزمة المائية، ويبرز الدور الحيوي الذي تلعبه التساقطات المطرية في تعزيز الاحتياطي الوطني من المياه.

كما يعكس الحاجة المُلِحّة إلى تسريع وتيرة الإصلاحات والإجراءات الرامية إلى ترشيد الاستهلاك، وتطوير حلول مستدامة لضمان الأمن المائي في ظل تغيرات مناخية متزايدة التأثير على مختلف جهات المملكة.