من الأخطاء التي نقع بها كآباء وأمهات اعتقادنا أن أطفالنا لا زالوا صغاراً، ولذلك فلا يمتلك الطفل شخصية مستقلة، كما أن مسميات كبيرة بالنسبة له ليست ذات أهمية مثل الثقة بالنفس والاستقلال الذاتي مع العلم أن الطفل ومنذ سن الرضاعة يعرف معنى أن يمتلك أشياء ويريد أن يحافظ عليها ويتعرف إليها بسهولة في حال ضياعها منه.على الأم أن تتبع عدة خطوات لبناء شخصية الطفل وبناء الشخصية يبدأ ببناء ثقته بنفسه وتكوين ذاته وفخره به، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالاستشارية التربوية الدكتورة راميا عبدالعزيز، حيث أشارت إلى 7 خطوات مهمة يجب اتباعها لتربية طفل واثق بنفسه ومستقل ذاتياً ومن بينها تشجيعه ودعمه وتعليمه قيمة المال منذ صغره وغيرها من الخطوات في الآتي: 1- اسمحي لطفلك بطرح الأسئلة لكي يعزز ثقته بنفسه اسمحي فطلك بأن يكون لديه الفرصة للحوار معك وطرح الأسئلة في كل ما يشغل عقله، فالأشياء التي ترين أنها تافهة أو بسيطة فهي بالنسبة له لغز ويريد أن يعرف حله ويثير خياله ويضع له تخيلات من وجهة نظره، وإذا لم تسمحي لطفلك بالحوار البناء وإفراد مساحة للأسئلة فيجب ألا تسألي في هذه الحالة كيفية بناء شخصية الطفل؟ لأن شخصية الطفل لا تُبنى بالقمع أو التلقين. توقفي تماماً عن قمع طفلك بكلمة "اصمت"، لأن الطفل سوف يتحول إلى طفل خائف وجبان وعديم الشخصية وسوف يتحول أيضاً إلى طفل منطوٍ ولا يجيد التواصل مع الآخرين وسوف يهدر حقوقه بيده بسبب ما تقومين به من أخطاء نحوه، وربما تعتقدين أنك تعرفين مصلحته أكثر منه ولكن عدم إتاحة الفرصة له ليتحاور ويناقش ويطرح التساؤلات سوف يسحب ثقته بنفسه ويجعله منقاداً للآخرين وموضع سخريتهم. 2- امنحيه الفرصة لكي يُدير المال تعليم الطفل الادخار اهتمي ومنذ سن مبكرة أن يعرف طفلك كيف يدير المال وقبل ذلك يجب أن يعرف قيمة المال، وفي حال وقعت في خطأ فادح وهو أن تبعدي طفلك عن خطوة تقدير المال وأهميته بالتدليل المفرط فسوف ينشأ الطفل وهو لا يعرف معنى الاستقلال الذاتي، كما أنه سيكون اتكالياً ومنقاداً وغير قادر على تحمل المسؤولية. قدمي لطفلك مصروفه اليومي واتفقي معه على تقسيمه لعدة أجزاء ويُفضل أن يخصص جزء للفقراء والمحتاجين، ويمكن أن يشتري به الهدايا لكي لا يتسبب بالحرج لزميل فقير مثلاً، أما الجزء الذي سوف يدخره فسوف يعلمه معنى التوفير وأهمية إدارة المال من أجل أوقات الأزمات وسوف تحصلين على فوائد الادخار للأطفال بالتدريج حين يكتشف الطفل بنفسه كيف استطاع المبلغ الذي ادخره أن يحل أزمة مالية سواء له أو حتى لأحد إخوته. 3- حولي أخطاء طفلك إلى فرص للتعلم توقفي تماماً عن نقد طفلك وعقابه باستمرار وتوجيه اللوم له على كل خطأ يقوم به وذلك بأن تستغلي أخطاء الطفل لكي تصبح وسيلة وفرصة لكي يتعلم الطفل من هذه الخطاء ويحول كل خطأ إلى نجاح وذلك بالتوقف عن لوم الطفل وهو الهدف الأول الذي يجب أن تراعيه الأمهات أثناء تربية أطفالهن تربية إيجابية. استغلي تطبيق قواعد عقاب الطفل الصحيحة والسليمة في أن يعرف الطفل الخطأ الذي وقع فيه وأن تصححي له هذا الخطأ وذلك ضمن شروط، ومن أهمها أن يكون ذلك بينه وبينك لكي تراعي نفسيته ولكي لا يصبح مادة للسخرية ممن حوله ثم تمتدحين الصواب الذي قام به وتعززي الأفعال الإيجابية لديه دون مبالغة. 4- لا تطالبيه أن يكون مثالياً شجعي طفلك أن يعيش حياته كما هي ولا تطلبي منه المثالية في تصرفاته لأن الإنسان الذي يعيش حياته بالمسطرة والقلم لا يجد مساحة للمرح وسوف يجد أن حياته خاوية من الشغف وحتى من الأحبة لأن الإنسان الاجتماعي يجب أن يكون إنساناً قادراً على التأقلم من عيوب وعادات البشر ولا يطلب منهم أن يكونوا ملائكة بلا أخطاء. تقبلي وبصدر رحب أي خطأ يقوم به الطفل وقومي بتصحيحه وتقبلي أيضاً السلوكيات التي تدل على شقاوة الأطفال ومرحهم، فلا تطلبي منه أن يجلس صامتاً مثل الآلة، ولا تحوليه إلى إنسان صامت وفي نفس الوقت يجب أن تعرفي الفرق بين النشاط الزائد وفرط الحركة عند الأطفال ومن الضروري أن يتحرك ويلعب ويثرثر وسوف تلاحظين أن الأطفال يحبون الثرثرة في مرحلة من عمرهم، كما أن الطفل الذي يسير على نظام صارم هو شخص منطوٍ وبلا حياة اجتماعية في المستقبل. 5- لا تجبريه أن يكون نسخة منك اعلمي أن أكبر خطأ قد تقعين فيه أثناء تربية الطفل هو محاولة تحويل الطفل لنسخة منك أو تحويله إلى نسخة من الأب، فمهما كنت قريبة من طفلك وبصفتك الشخص الأكثر قرباً منه سواء حين كان في رحمك أو بعد خروجه إلى الحياة، فيجب أن تعرفي أن طفلك سوف يكون كائناً مستقلاً ولا يمكن للإنسان أن يتحول إلى نسخ متعددة ومتشابهة وإلا لما كان هناك الخير والشر في هذه الحياة على سبيل المثال. حاولي أن تتركي طفلك أن يكون نفسه وأن تكون شخصية الطفل مثلما يراها هو وسوف تلعب عوامل عديدة في تكوين وتشكيل شخصية الطفل ولكن من المهم أن يكون دورك في تحويل هذه العوامل إلى عوامل إيجابية وبناءة وإبعاد الطفل عن العوامل التي تحوله إلى شخص سيء أو إنسان سلبي بلا شخصية منفردة ومعتمد على الآخرين. 6- شجعيه على الإبداع طفل يتعلم شجعي طفلك على أن يكون إنساناً مبدعاً، ويجب أن تكوني الداعم الأول له والمحفز دائماً، واعلمي أن تشجيع الطفل بحيث يكون ذلك بوسطية ودون مبالغة ومع تقدير قدراته العقلية والجسمانية ومراعاة الفروق الفردية بينه وبين الأطفال الآخرين سوف يكون هو المفتاح الأول لبناء شخصية الطفل وتعزيز ثقته بنفسه وتحقيق الاستقلال الذاتي لديه، بحيث يكون له خياراته وأحلامه وطموحاته في المستقبل. 7- كوني قدوته في تعزيز القيم الأخلاقية لديه اهتمي بأن تكوني قدوة لطفلك في كل تصرف تقومين به، فالأم بالنسبة له هي البوصلة التي يهتدي بها، ولذلك فهو يراقبها طيلة الوقت ويتأثر بها، كما أنه يقوم بتقليدها سواء بوعي أو دون وعي، ولذلك فيجب أن تكون الأم هي القدوة التي تعزز لديه القيم الأخلاقية، ويجب عليها أن تتذكري أن هذا الطفل مثل النبتة الصغيرة التي تنمو بالرعاية والري، ويجيب أن ترعيه وترويه بالأخلاق الكريمة والبعد عن كل الأخلاق السيئة والتي نهت عنها الشرائع السماوية مثل الغيبة والنميمة والكذب.قد يهمك أيضاً: أساليب تربوية بسيطة تعزز سلوكيات طفلك الإيجابية..تعلميها وطبقيها