عام 2011 عرفني الكاتب المبدع والإذاعي الكبير علاء أبو زيد في ماسبيرو بعد إحدى الحلقات على الدكتور سعد الهلالي أستاذ الفقه في جامعة الأزهر ورشحه لي لكي أجري معه حوارا للأهرام باعتباره سيكون سيكون نجما كبيرا و عالما يشار إليه ومجددا من مجددي الأزهر الشريف ، فاستمهلته حتى أسمعه ، وشاهدت له بعض اللقاءات ، فرأيته في ذلك الوقت يمثل شكلا من أشكال التناول الفقهي المختلف عما كنا نراه وقتها – أثناء وبعد أحداث يناير 2010 من كثرة الجدل وكثرة الفتاوي وكثرة مدعي العلم في وقت كانت البلاد مفتوحة والسماوات مفتوحة والفضائيات مفتوحة لكل من هب ودب ، ولأن أغلبنا – وأنا منهم – نجهل الكثير من أمور ديننا إلا قشور ، فقد استهوى الكثير هذا ال سعد وغيره أمثال الصحفي إسلام بحيري وأعجبهم ما خرجوا به ، وقتها تعددت مهاتفات سعد الهلالي لي وأكثر من مرة يتعجلني لتحديد موعد للحوار لأنه مشغول ولايريد أن يقابلني ف عجلة من الأمر ، وكذلك استحثني الأديب الكبير علاء أبو زيد ( ملحوظة : علاء هو من صنع سعد الهلالي بفرضه في برامجه التي كان يعدها في التلفزيون المصري ) ، لكني لسبب لا أدركه تباطأت في تحديد موعد ، وكلما شاهدته أو استمعت له يفتر حماسي للقائه ، وكلما مضى الوقت ازداد قناعة بأن هذا الرجل يخشى على الإسلام منه ، وهي الجملة التي سمعتها عن أستاذنا الراحل الكبير الدكتور عبد الحليم عويس أستاذ التاريخ بجامعة الأزهر ، قال لي عنه: عندما كان تلميذا عندي رأيته دؤوبا وذكيا وتنبأت أنه سيكون نجما ، ولكن يخشى على الإسلام منه ، وللأسف هذه هي الحقيقة فما رأيت وسمعت من سعد الهلالي يسهم في إفساد المسلمين والتشويش على ثوابتهم ، فهو يأتي بأراء شاذة من أراء وفتاوى فقهية كان لها زمنها وظروفها ، والله أعلم بأهداف أصحابها ، لكنها على كل حال شاذة تجاوزها الزمن وتجاوزها العلماء أو جمهور العلماء وغالبيتهم ومنها أراء لم تقل إلا مرة واحدة ، لكن سعد الهلالي يحتج بها ويقول: أنا أعرض الفقه وخذ منه ماشئت …وهذا تدليس وتضليل لأنني كمسلم متواضع العلم لايمكنني أن أحكم فيما هو أفضل لي إلا بالرجوع إلى المختصين الذين أمرنا الله تعالى أن نتعلم منهم ” ( فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) ولأن هذا خرج علينا من أعظم مؤسسة دينية في العالم ، ولأننا لا نعلم ونسأل أهل الذكر فبعضنا يحسبه من أهل الذكر ،فيسمعه فتتشوش معارفنا ونميل إلى الشاذ والمتساهل بكلام مثل هذا السعد لأنه في غير محلهفالآراء التي لم يتفق عليها جمهور العلماء ولم يتفق عليها غالبيتهم على مدى أكثر من 1400 عام غير واجبة الإتباع ، ولكن سعد يحدث بها فيحدث بها بلبلة وتشويش للمسلمين ، آخر ما سمعته في قناة العربية السعودية في برنامج “ سؤال مباشر “ الذي أذيع الواحده صباح السبت 19 أبريل يقول أن الميراث أمور فقهية و يحول الميراث الذي وردت فيه نصوص ثابتة الدلالة والقطعية إلى امور فقهية تجوز أو لا تجوز ويؤخذ من أحدهم أو ولا يؤخذ ، وفي رده على المذيع المحاور قام بلي عنق النص في الآية (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ ۚ ) وحاول تفسيرها على هواه … بل وذهب إلى ترك الأمر للناس تحددها كما تريد ….!!!هذا الرجل يخشى على الإسلام منه فعلا ، فمن ينقذ الإسلام من مؤامرات سعد الهلالي…و لأنه حافظ فقد راوغ المحاور في هذه الحلقة بفذلكة الحاذق وتلاعب العالم بالعلم المحفوظ وطبعا المذيع المحاور لم يستطع مجاراته لجهله في مثل هذه الفتاوى أو لأنه مأمور بتمرير شيئ ما وهنا أشم رائحة خبيثة من هذه القناة لأنها إن كانت بريئة النية كان يجب عليها أن تنتدب عالما أزهريا يخشى الله ليناظر ذلك الرجل ، وهناك الآلاف من سادتنا مشايخ وعلماء الأزهر ، لكن ،يبدو أن هناك أمر يحاك في السعودية في مسألة الميراث ، أو يحاك لنا في مصر أو يستهدف الإسلام وتستخدم فيه هذه القناة كما استخدمت قبل ذلك في أمور أخرى سيئة