أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية عن إطلاق مهمة علمية جديدة، غدا الاثنين، تعرف باسم مجموعة الساعات الذرية إلى محطة الفضاء الدولية بهدف قياس الوقت بدقة عالية جدا واختبار نظرية النسبية. والساعة الذرية يطلق عليها أيضا ساعة السيزيوم؛ وهي نوع من الساعات شديد الدقة، ومنها يتم التحكم في الأقمار والتلفزيون، علما أن نسبة الخطأ في الساعة الذرية لا يتجاوز الثانية كل ثلاثين سنة. وتهدف هذه المهمة إلى اختبار تأثير الجاذبية على الزمن، كما تنبأت به نظرية النسبية العامة، من خلال مقارنة دقة الساعات الذرية في الفضاء وعلى الأرض. وفي هذا الصدد، قال رئيس مشروع “فاراو” بالمركز الوطني الفرنسي للدراسات الفضائية، ديديي ماسوني، إن هذه المهمة ستتيح للعلماء “قياس تأثير الارتفاع على مرور الوقت”. ويتولى صاروخ “فالكون 9” التابع لشركة “سبايس إكس” الذي ينطلق غدا من قاعدة كاب كانافيرال الأمريكية نقل نظام “إيسز” المكون من ساعتين ذريتين إلى محطة الفضاء الدولية المتموضعة على ارتفاع 400 كيلومتر. وتشكل الساعة الأولى “فاراو” القلب النابض لهذا النظام. فداخل أنبوب مفرغ من الهوا، سيتم تبريد ذرات السيزيوم بالليزر إلى درجة حرارة قريبة من الصفر المطلق (-273 درجة مئوية). وعند تجميدها بفعل البرد وفي ظل انعدام الوزن، ستحتسب اهتزازاتها عند تردد معين بدقة أكبر من تلك الموجودة على الأرض. وعند دمجها مع ساعة ذرية أخرى هي ساعة مازر العاملة بالهيدروجين، توفر “فاراو” دقة واستقرارا كبيرين جدا، ولن تنحرف إلا بقدر ثانية واحدة فحسب كل 300 مليون سنة. ويهدف هذا المشروع إلى تحسين قياس “التحول الجاذبي” بقدر منزلتين عشريتين، للوصول إلى دقة تصل إلى “واحد على المليون”، بحسب ماسوني. من جانبه، أكد المسؤول البريطاني عن مشروع “إيسز” بوكالة الفضاء الأوروبية، سيمون وينبرغ، خلال مؤتمر صحفي، أن “الانطلاق من مفهوم ساعة ذرية، ودخول المدار، والتمكن من الحفاظ على معيار الثانية في محطة الفضاء الدولية وإشراكه مع الساعات الذرية في كل مكان على الأرض” أثبت أنه مشروع “بالغ الصعوبة والدقة من الناحية التكنولوجية”. وشهدت هذه “الرحلة الطويلة” التي بدأت قبل “32 عاما” الكثير من التقلبات والمنعطفات والصعوبات؛ من تصغير حجم الساعة الذرية وتكييفها مع البيئة الفضائية، بعدما كان نموذجها الأصلي “يشغل غرفة كاملة” في مرصد باريس، إلى تصميم وصلة موجات صغرى دقيقة بما يكفي لنقل وقت “فاراو” إلى كوكب الأرض بشكل موثوق به. وعلى الأرض، ستتولى تسع محطات في أنحاء عدة من العالم (في أوروبا واليابان والولايات المتحدة) مقارنة وقت “فاراو” بالوقت الذي تقيسه ساعاتها الخاصة.