وسط الإشارات الإيجابية التي صدرت عن الوفدين الإيراني والأميركي في ختام اجتماع روما، السبت، حذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، من التوصل إلى «استنتاجات متسرعة وتوقعات غير واقعية»، بينما توقعت مصادر إسرائيلية وأميركية، انهيار المفاوضات، مستقبلاً. وقال عراقجي، عقب الجولة الثانية من المحادثات النووية في روما مع المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف: «لا توجد هناك أسباب تدعو إلى التفاؤل أو التشاؤم في هذه المرحلة». وأكد ان «طهران تتبع نهجاً تدريجياً في المحادثات». وأضاف أن «التوقعات ينبغي أن تظل واقعية، والنتائج لن تظهر إلا في الجولات اللاحقة». واتفق الجانبان على مواصلة المفاوضات الفنية، الأربعاء، وعقد جولة سياسية ثالثة السبت، في مسقط، بينما أعلنت الخارجية الإيرانية، ان الجولة الثالثة ستعقد بحضور وسطاء. وفي سياق متصل، كشف عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى محمد مهدي شهرياري، أنّ إيران كانت على تواصل مع فريق ترامب خلال العامين الماضيين، بعلم المرشد الأعلى السيد علي خامنئي. وأضاف أن الجانب الأميركي ركز فقط على المسألة النووية فقط، لافتاً إلى أن المعلومات المباشرة والدقيقة كانت تُرفع إلى خامنئي، حسب ما أفادت وسائل إعلام محلية. وأفاد شهرياري بأنّ مجید تخت روانجي، مساعد وزير الخارجية والعضو الحالي في فريق التفاوض، أكد سابقاً أن «الأميركيين وافقوا على كل ما طلبناه منهم». وتابع «في عهد الرئيس السابق حسن روحاني، لفتت طهران إلى أنه في حال ظهر ترامب أمام الكاميرات معلناً أنه سيعود إلى الاتفاق النووي كما انسحب منه، فإن الجانب الإيراني سيعود أيضاً». في المقابل، رأت مصادر إسرائيلية غير حكومية تحدثت مع مسؤول أميركي رفيع المستوى، أنه لا ينبغي على تل أبيب أن تخشى التقدم الذي أحرز في المباحثات غير المباشرة بين المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، بشأن برنامج طهران النووي، وفق ما نقلت صحيفة «إسرائيل هيوم»، أمس. وأكد المسؤول أن البيت الأبيض أوضح أن الرئيس دونالد ترامب لا يزال يدرك تماماً «التهديد الخطير» الذي تشكله إيران. كما اعتبر أن الرئيس «يدير المفاوضات على طريقته الخاصة، مدركاً تماماً ما يفعله». ورغم أن جولتي المحادثات في مسقط وروما، أظهرتا تقدماً حذراً، فإن المسؤول الأميركي رجّح انهيارها في غضون أسابيع قليلة، لدى عرض كامل المطالب الأميركية على الطاولة. وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى أن الأميركيين لم يتخلوا عن مطالبهم الأصلية، ألا وهي تفكيك البنية التحتية النووية الإيرانية على غرار النموذج الليبي، ووقف تطوير الصواريخ البالستية، ووقف أنشطة المجموعات المسلحة الموالية لإيران في كل أنحاء الشرق الأوسط.