اسم المولودة غزة
د خديجة حمودة
شعوبنا العربية تشتهر بعواطفها الجياشة وعشقها لأوطانها وتمسكها بالأرض والعرض والدفاع عنهم لآخر قطرة من دمه ، و اعتدنا فى مصر والدول العربية ان نجد اسماء بعض المواليد تحمل ذكريات عزيزة على قلوبنا ونتبارك ببعضها ونتفائل وتكون امنيات لمن نطلقهم عليها بالسعادة والنجاح والحظ الوفير .
فمن بين الأسماء التى أطلقت على مئات المواليد مصر وناصر ونصر وسيناء وجمال و رمضان و كم من اسر عريقة حصلت على لقبها الذى يلازم اجيال واجيال من اسم الوطن او القرية او الطريق الذى يمر امام منازل الأخوات والذى مهده الاجداد ويحمل ذكرى اكثر من ٤٠ عاماً انتصار على العدو او بناء مدرسة جديدة فى القرية .
وتعتبر هذه الظاهرة فى رأى أطباء علم النفس نوعاً من الحرب النفسية ضد العدو او جرعة امل كبيرة يتوارثها الابناء و يتذكرون بها قصص وبطولات سجلها التاريخ ،
وفى حرب ٧ يناير التى فجرت كراهية العدو الصهيونى ورغبته الشديدة فى محو التاريخ العربى والاستيلاء على احب المدن للقلوب غزة وتغيير هويتها انتفض العالم كله وبدأت الدعاوى بمقاطعة كل من يدعم هذا العدوان من اطعمة و مشروبات ومصانع للملابس وللسيارات والأحذية وخلافه ،
وكانت مقاطعة مصانع الكولا وبعض الوجبات السريعة المنتشرة فى العالم هى اقوى هذه الدعوات فباتت الحرب النفسية هى الامل لنا حالياً ، وقد كتب المتخصصين الكثير عن الدعاية وتأثيرها على الشعوب بل والجيوش فى الحروب ،
وكانت بداية تلك الكتابات منذ الحرب العالمية الاولى وما تلاها ، وقد اجرى ( بريان فيرجسون ) استاذ الأنثروبولوجيا فى جامعة وتجرز Rutgers University العديد من الدراسات حول أصول الحرب حيث قضى اكثر من ٤٠ عاماً فى دراسة هذه الأصول وأثرها النفسى على المدنيين والعسكريين بحثاً عن طريق للخروج منها دون آثار نفسية سلبية .
واعقب ذلك مقالات كتبها ويليام چيمس الملقب بأبى علم النفس فى امريكا ، وهو من اوائل علماء النفس الامريكين الذين تناولوا هذا الموضوع باستفاضة واكد من نتائج دراسته ان هناك آثار إيجابية للحرب على السكان على المستوى الاجتماعى فهى توحد الناس والمجتمع كله كما انها تجلب الانضباط والشعور بالتماسك والأهداف المشتركة .
وتصنف الدعاية فى اوقات الحروب كنوع من غسيل الأدمغة فى الجبهة الداخلية والعسكرية ايضاً ، فعلى صعيد الجبهة الداخلية تثير الدعاية كراهية العدو وتمجد أهداف الحرب وتحذر من عواقب الهزيمة وتؤكد الإيمان بتفوق الوطن ،
كما انها تشرح الفظائع التى يرتكبها العدو وتلقى اللوم على العدو حتى لا يشكك الناس فى الحرب نفسها و لا فى النظام الاجتماعى والسياسى ، اما على الجبهة العسكرية فان الدعاية تقوم بتعبئة الامة والحفاظ على الروح المعنوية وجعل الجنود فى حالة يقين بعدالة قضيتهم فيستبسلون من اجل تحقيق الهدف .
ومما لا شك فيه ان هناك اثر هام للدعاية على جنود العدو حيث تقوم بإضعاف معنوياتهم وتحرضهم على الانشقاق . ووسط الاحداث الدموية التى تمر بها الاراضى الفلسطينية وخاصة غزة أطلق شقيقان فلسطينيان يقيمان فى السويد مشروب جديد باسم ( كولا غزة ) بسعة ٢٥٠ ملم تتزين بالكوفية الحمراء وعلم فلسطين و كانت المفاجأة انتشاره فى أسواق الاتحاد الاوربى وبريطانيا وجنوب أفريقيا حيث بيع منه ما يقرب من ١٥ مليون علبة خلال ٥ اشهر فقط وذلك وفقاً لما ذكرته مجلة تايم البريطانية ، التى اكدت ان هذا المنتج الجديد حقق انتشاراً واسعاً وسد فجوة حملات المقاطعة بسبب هذا العدوان الغاشم على قطاع غزة ،
وقد تضمن التقرير المنشور فى الجريدة البريطانية انه من المتوقع ظهور علامات تجارية ناشئة من رحم المقاطعة الاقتصادية للشركات الكبرى بسبب دعمها لإسرائيل فى تلك الحرب . فمرحباً بالمولودة الجديدة غزة .
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة متر مربع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من متر مربع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.