مع بلوغ رؤية مملكتنا الحبيبة 2030 عامها التاسع، تتجلى أمام العالم أجمع صورة وطنٍ استثنائي، رسمت قيادته الحكيمة ملامح المستقبل بثقة وعزم، وقادت أبناءه نحو تحقيق إنجازات غير مسبوقة في مختلف المجالات.لقد شكّل عام 2024 عامًا مفصليًا في مسيرة الرؤية، إذ حققت المملكة العديد من مستهدفاتها قبل أوانها، وتجاوزت سقف الطموحات، لترسخ بذلك مكانتها كواحدة من أبرز الاقتصادات وأكثرها ديناميكية على مستوى العالم. فقد شهد المشهد الاقتصادي نموًا قويًا في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بنسبة 3.9%، مع استمرار تزايد مساهمة القطاع الخاص وارتفاع حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ما يدل على متانة بيئة الأعمال وجاذبيتها.وفي مضمار التنمية المجتمعية، سجلت المملكة قفزات نوعية؛ حيث ارتفعت نسبة تملك الأسر السعودية للمساكن إلى 65.4%، متجاوزة مستهدفات العام، وتمكنت من رفع عدد المتطوعين إلى أكثر من 1.2 مليون متطوع، في حين قفز ترتيب المملكة 25 مرتبة في مؤشر الأمم المتحدة لتطوير الحكومة الإلكترونية. كما حصدت المملكة مكانة عالمية جديدة بتسجيلها ثمانية مواقع في قائمة التراث العالمي لليونسكو، لتؤكد مجددًا عمقها التاريخي والثقافي.هذه النجاحات لم تكن وليدة المصادفة، بل كانت ثمرة رؤية واضحة، وعمل دؤوب قادته قيادة استثنائية ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، يحفظهما الله. قيادة جعلت الإيمان بقدرات أبناء وبنات الوطن أساس التحول، وسخرت كافة الإمكانات لاستثمار الفرص وتعزيز التنمية المستدامة.إن ما تحقق خلال هذا العام من مكتسبات نوعية لم يكن مجرد أرقام بل هو شهادة حية على نضج التخطيط الاستراتيجي، ومتانة الحوكمة، وإصرار المملكة على أن تكون نموذجًا عالميًا في التحول الاقتصادي والاجتماعي. والأهم من ذلك أن رؤية المملكة 2030 لم تكتفِ بتحقيق أهدافها المرحلية، بل أطلقت مرحلة جديدة من العمل الطموح لاستكمال مسيرة البناء لما بعد عام 2030.وختامًا، ونحن ننظر بإعجاب إلى ما تحقق، نزداد يقينًا بأن بلادنا تسير بخطى واثقة نحو مستقبل أكثر ازدهارًا. ونُجدد العهد على أن نواصل العمل بروح الطموح والإصرار، خلف قيادتنا الرشيدة، لبناء وطن يليق بتاريخه المجيد، ويحقق تطلعات شعبه الوفي، ويظل مركز إشعاع حضاري وإنساني للعالم أجمع. أخبار ذات صلة