كتبت فاطمة ياسر

قد يتعرض البعض للاستيقاظ مرارا وتكرارا خلال ساعات النوم مساء، هذا الأمر يطلق عليه الأرق، ولكن أوضح التقرير المنشور عبر موقع thehealthsite، أن هناك بعض الأسباب غير الأرق.

أشار  أخصائي  طب الأنف والأذن والحنجرة في دلهي بالهند "رافيندا تشوهان ، أنه يقابل  يوميًا العديد من المرضى الذين يأتون بشكوى شائعة  وهم يشعرون  بالتعب طوال اليوم، ولكنني لا أستطيع النوم جيدًا في الليل، فتشير الدراسات إلى أن 30 إلى 35% من البالغين يعانون من مشاكل في اضطراب النوم أو الاستيقاظ في منتصف الليل،   حيث يصبح الجسم متعبًا ومنهكًا، ولكن لا يزال الشخص يستيقظ عدة مرات أثناء الليل ولا يتمكن من العودة إلى النوم العميق.

على الرغم من أنك قد لا تشعر بأي توتر واضح طوال اليوم، إلا أن عقلك الباطن لا يزال يعالج كل الأشياء التي تتمسك بها ، فالأعمال غير المكتملة، والمسئوليات العائلية، والصراعات غير المعلنة، فعندما يبدأ الجسم بالراحة، يصبح العقل أكثر نشاطًا ويعطل الدورة الطبيعية للنوم. في كثير من الأحيان لا يفهم الناس مدى تأثير الضغوط النفسية على الإيقاعات البيولوجية للجسم.

النوم ليس مجرد وظيفة جسدية، بل هو مرتبط بها أيضًا على المستوى العاطفي. عندما يتم دفن الصدمة القديمة، أو الشعور بالذنب، أو الندم داخل الشخص، فإنها غالبا ما تظهر على السطح في هدوء الليل. يبلغ العديد من المرضى عن استيقاظهم مع ضربات قلب قوية، أو رؤية كوابيس، أو الشعور المفاجئ بالأرق. النظافة العاطفية مهمة مثل النظافة الجسدية للحصول على نوم جيد.

يقوم معظمنا بالتصفح على وسائل التواصل الاجتماعي أو الرد على رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالعمل قبل الذهاب إلى النوم مباشرة. لكن الضوء الأزرق الصادر من الهاتف المحمول والكمبيوتر المحمول يمنع إفراز هرمون الميلاتونين (هرمون النوم)، مما يجعل من الصعب على العقل أن يهدأ. بالإضافة إلى ذلك، فإن المحتوى الذي نشاهده - سواء كان أخبارًا أو مقاطع فيديو قصيرة أو أشياء متعلقة بالعمل - يحافظ على تحفيز الدماغ ويعطل عملية النوم.

هناك اتصال مستمر بين محور الأمعاء والدماغ، أي بين المعدة والدماغ. إذا لم تكن عملية الهضم لديك جيدة - مثل الغازات، أو الحموضة، أو الإمساك، أو عادات الأكل غير المنتظمة - فإن نومك يتأثر. ينتقل تركيز الجسم من الراحة إلى التعامل مع الانزعاج الداخلي. تناول الأطعمة المقلية أو الحارة في وقت متأخر من الليل يمكن أن يجعل هذه الحالة أسوأ.

قد تكون انقطاعات النوم المتكررة في بعض الأحيان علامة على وجود مشكلة صحية خطيرة - مثل توقف التنفس أثناء النوم، أو اختلال توازن الغدة الدرقية، أو ارتفاع ضغط الدم، أو العلامات المبكرة لأمراض القلب. إذا استيقظت وأنت تلهث لالتقاط أنفاسك، أو تشعر بجفاف في فمك أو تشعر بالتعب حتى بعد نوم طويل، فاحصل على فحص كامل على الفور. لا تتجاهل الإشارات التي يرسلها لك جسدك كل ليلة. يمكن أن يؤدي التهاب الأنف التحسسي أو مشاكل الجيوب الأنفية أو الشخير بصوت عالٍ أيضًا إلى حدوث مشاكل في التنفس أثناء النوم، مما يؤدي إلى انقطاع النوم بشكل متكرر وعدم القدرة على النوم العميق. 

يمكن لبعض التغييرات الصغيرة ولكن الواعية أن تحدث فرقًا كبيرًا في جودة النوم:
1• إنشاء روتين ليلي هادئ - مثل قراءة كتاب أو التمدد اللطيف أو الاستماع إلى موسيقى هادئة.
2• توقف عن استخدام الشاشة قبل النوم بـ 60 إلى 90 دقيقة.
3• تجنب تناول الأطعمة الثقيلة أو المقلية أو المصنعة بعد الساعة 8 مساءً.
4• حافظ على غرفة نومك خالية من التكنولوجيا والضوضاء.
5• ادخل في عادة الذهاب إلى السرير والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم - حتى في أيام العطلات.
6• حافظ على غرفة النوم مظلمة وباردة - الضوء ودرجة الحرارة يؤثران بشكل مباشر على جودة النوم.

النوم هو عملية التعافي الطبيعية لجسمك. عندما ينهار بشكل متكرر، يتأثر جهاز المناعة لديك، وحالتك المزاجية، وأدائك العقلي. خذ على محمل الجد الإشارات التي يرسلها لك جسدك - فالنوم الجيد ليس مجرد وسيلة لقضاء الليل، بل هو وسيلة للعيش بشكل أفضل في اليوم التالي.