منذ ساعات الصباح الأولى، تمضي أم محمد الطلالقة، وهي سيدة فلسطينية في الـ55 من عمرها، نحو “التكية” الشعبية في مدينة النصيرات وسط قطاع غزة، على أمل الحصول على وجبة طعام تسد بها رمقها وعائلتها التي لجأت إلى خيمة بعد أن دمر القصف الإسرائيلي منزلها. أم محمد تبدأ يومها في طابور طويل أمام “التكية” للحصول على وجبة طعام (رويترز) وتنتظر أم محمد في طابور طويل، وقد أنهكها الجوع والمرض، حاملة وعاء الطعام وتقول إنها انتظرت أكثر من 4 ساعات حتى حصلت على هذه الوجبة البسيطة. الفلسطينيون يقفون أكثر من 4 ساعات تحت الشمس في انتظار دورهم (رويترز) وليست أم محمد وحدها، فالمشهد يتكرر يوميا في مطابخ الحساء المنتشرة بمبادرات تطوعية في أنحاء غزة، حيث تزداد أعداد المحتاجين، وتتناقص الموارد بفعل الحصار الإسرائيلي المحكم، واستمرار إغلاق المعابر، وانهيار سلاسل التوريد. أم محمد تعاني من الجوع والمرض ولا تستطيع تناول دوائها لغياب الطعام (رويترز) وفي خيمتها الصغيرة، تجلس أم محمد إلى جوار حفيدتها، تسخن الطعام على الفحم، وتوزعه بإنصاف دقيق على أبنائها وأحفادها الذين يتقاسمون ما يكفي بالكاد لشخص واحد. الوجبة التي تحصل عليها أم محمد بالكاد تكفي وغالبا تكون بلا خبز (رويترز) وتقول إن “هذه الوجبة هي كل ما يملكون طوال اليوم. فلا…