القاهرة: أحمد إبراهيم حقق النجم المصري مصطفى شعبان نجاحاً كبيراً من خلال مسلسل «حكيم باشا»، الذي عرض ضمن موسم الدراما خلال رمضان الماضي، عبر خوضه تجربة جديدة لأول مرة بالنسبة له في مسيرته الفنية، من خلال عالم الدراما الصعيدية، وهو ما كان يعد تحدياً خاصاً بالنسبة له.حول المسلسل وشخصية «حكيم» والتحضير لها وما واجهه خلال تقديمها، وردود الفعل حول الشخصية والمسلسل، كان معه هذا اللقاء. هل أقلقك أن تخوض تجربة الدراما الصعيدية؟ وما الذي جذبك لهذا العمل؟ - بالعكس كان حلماً وتحدياً كبيراً، فمنذ خطواتي الأولى في المجال تلقيت درساً عظيماً من أستاذي الراحل النجم الكبير نور الشريف، عندما قال لي إن الفنان الحقيقي هو من يبحث عن الأدوار الصعبة، ولا يخشى المغامرة أو التحدي، وعندما جاءني مسلسل «حكيم باشا» وجدت أنها فرصة استثنائية لتجربة شخصية جديدة بالنسبة لي، لذا لم أقلق أو أتردد لحظة واحدة في قبول العمل وتقديمه، وشعرت بأن هذا الدور سيكون خطوة مهمة في مسيرتي الفنية، وقدمت الشخصية بكل شغف وحب. بعد الاستقرار على العمل، كيف كان استعدادك لتقديم شخصية «حكيم»؟ - أنا لا أتعامل مع أي شخصية أقدمها باعتبارها دوراً في عمل، بل أحرص دائماً على الدخول إلى قلب وعقل الشخصية والتعمق فيها والتعايش مع كل تفاصيلها، فلا أكتفي فقط بحفظ الدور والتدرب على الأداء، بل أسعى إلى إتقان كل بُعد من أبعاد الشخصية، حتى أصدقها وأجعل الجمهور يصدقها في كل حركة وكل كلمة، وعندما قرأت «حكيم» وجدت أنه لم يكن مجرد دور عادى، بل تجربة إنسانية مختلفة تماماً رغم أنها تنتمي إلى عالم الصعيد، وكان علي أن أستوعب اللهجة، وطريقة التفكير، وردود الفعل، وحتى الحضور الجسدي والروحي، وهذا كان تحدياً ليس سهلاً، لكنه في الوقت نفسه كان ممتعاً لي كممثل، حتى أنني لم أشعر بأنني أقوم بتمثيل شخصية، بل شعرت بأنها تلبستني. قلت إن العمل والشخصية كانا بمثابة تحدٍّ بالنسبة لك، فماذا تقصد بذلك؟ - التحدي كان على أكثر من جبهة، لكن التحدي الأصعب كان في حتمية المقارنة بالأعمال الصعيدية السابقة، فلا شك أن الدراما الصعيدية لها تاريخ طويل من النجاحات، ما جعلني أشعر بمسؤولية ضخمة بخوض هذه التجربة، ولا بد من تقديم شيء جديد ومختلف يجعل الشخصية مميزة ومستقلة عمـــا ســبق تقديـمه، أما التحــدي الثانــي فـكان يخصّــني على المستوى الشخصي، حيث لم يسبق لي تقديم شخصية صعيدية من قبل، وهذا في حد ذاته مغامرة كبيرة، لأن تقديم شخصية صعيدية يتطلب إتقان اللهجة، واستيعاب العادات والتقاليد، والتعمق في طريقة تفكير الشخصية، فالأمر ليس مجرد حفظ حوار أو جمل تقولها الشخصية، بل كان لا بد من أن يكون لها حضورها القوي وأسلوبها الخاص، دون التخلي عن الطبيعية والتلقائية، لتترك علامة لدى الجمهور، وأعتقد أنني والحمد لله لمست ذلك من ردود الفعل على الشخصية والمسلسل. كيف تعاملت مع التركيبة الإنسانية في «حكيم»؟ = بالفعل «حكيم» ليس شخصية صعيدية تقليدية، بل يحمل كل ما ذكرته من متناقضات، ما جعله شخصية مركبة ومعقدة نفسياً وعاطفياً، والتحدي هنا لي كممثل هو كيفية تحقيق هذا التوازن الدقيق بين القسوة والإنسانية، بحيث يكون المُشاهد متعاطفاً معه في لحظة، ورافضاً لأفعاله في لحظة أخرى، لذا كنت حريصاً على تقديم كل مشهد بطريقة مدروسة تماماً، بالتعاون مع المخرج وبقية الزملاء في العمل، الذين كانوا رائعين وبارعين جداً في تقديم شخصياتهم، للحفاظ على إيقاع كل جملة وليس كل مشهد، وأعتقد أن هذا الانسجام كان واضحاً في كل المشاهد.الشخصيات المركبة كيف تكونت خبرتك مع مثل هذه النوعية من الشخصيات؟ - في هذا النوع من الشخصيات المركبة، كنت دائماً أستلهم خبرتي من مدرسة الفنان الكبير الراحل حمدي غيث، الذي كان أسطورة في تقديم الشخصيات المعقدة والمليئة بالتناقضات، حيث كان يتميز بقدرته الفريدة على إبراز الصراع الداخلي للشخصية، كذلك الفنان الكبير الراحل نور الشريف. كيف وجدت ردود الفعل أثناء وبعد عرض المسلسل؟ - الحمد لله المسلسل حظي بانتشار واسع وإعجاب كبير من الجمهور، سواء على السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي أو حتى الجمهور الطبيعي في الشوارع، وأعتقد أن كل فرد شارك في العمل، صغيراً كان أو كبيراً، لمس ذلك، واستشعر أنه شريك في هذا النجاح، لأنه عمل جماعي، ولا ينسب لشخص واحد، لأننا كنا وما زلنا عائلة واحدة، نعمل على قلب رجل واحد لتحقيق أفضل نتيجة. كيف كان التعاون مع السيناريست محمد الشواف والمخرج أحمد خالد أمين؟ - سبق لي العمل مع السيناريست محمد الشواف، وأثق تماماً ببراعته وإبداعه ككاتب سيناريو لديه حس درامي قوي، وبارع في بناء الحبكات والشخصيات، أما المخرج أحمد خالد أمين فهي التجربة الأولى معه، وأنا شخصياً كنت أتمنى التعاون معه منذ فترة طويلة، لأنني معجب جداً بأسلوبه، وهو يعرف كيف يخلق حالة درامية متماسكة ومتقنة، ويحافظ على إيقاع الأحداث. الفيلم القادم ما سبب ابتعادك عن السينما؟ - لم يعرض عليّ أفلام منذ 2011 وجدت فيها نفسي، لكن مؤخراً والحمد لله عثرت على العمل الذي أعود به للسينما، ونعمل الآن على التحضير له، لكني لن أستطيع التصريح بتفاصيله، فهو عمل ضخم سيكون من إخراج مخرج روسي من أصل مصري، وسيشارك فيه عدد من النجوم المصريين والأجانب.