تحوّل مشروب الماتشا في السنوات الأخيرة إلى رمز لنمط حياة صحي بين جيل Z، ليحل بديلاً عن القهوة لدى فئة واسعة من المراهقين والشباب الذين يبحثون عن الطاقة والتركيز في مشروب بلون أخضر زاهٍ، ولكن رغم فوائده الظاهرة بدأت أصوات علمية تحذر من آثار جانبية قد تهدد الصحة، أبرزها الإصابة بنقص الحديد والأنيميا.

الماتشا المستخلصة من أوراق الشاي الأخضر الياباني، تتميز بتركيز عالٍ من مضادات الأكسدة ومركبات منشطة مثل الكافيين والثيانين، مما يجعلها خيارًا شائعًا لتعزيز النشاط واليقظة، ومع ذلك، فإن احتوائها على مركبات "الكاتيشين" قد يكون سلاحًا ذو حدين، خصوصًا عند تناولها مع الوجبات.

الدراسات الحديثة كشفت عن أن هذه المركبات تتداخل مع امتصاص الحديد في الأمعاء، وقد تعيق امتصاصه بنسبة تصل إلى 60% عند شرب الماتشا بجانب الطعام، وهو ما يُنذر بخطر صحي حقيقي، خصوصًا لمن يعتمدون على أنظمة غذائية نباتية، وهم شريحة كبيرة من جيل Z.

والمثير للقلق أن هذا الجيل، الذي يحرص على اتباع أنماط غذائية صحية في الظاهر، قد يكون في الحقيقة معرضًا لخطر نقص الحديد دون أن يدرك، بسبب استهلاك الماتشا بشكل غير مدروس، لا سيما عند تناولها بشكل يومي مع وجبات الطعام.

التوصيات الصحية باتت تُشدد على ضرورة فصل تناول الماتشا عن الوجبات الرئيسية بفاصل زمني لا يقل عن ساعتين، لتفادي التأثير السلبي على امتصاص الحديد، كما يُنصح بوجود مصادر طبيعية لفيتامين C في الوجبات، لتعويض هذا التأثير وتعزيز امتصاص الحديد.

وبينما لا تزال الماتشا تحظى بشعبية متزايدة، يدعو الخبراء إلى وعي أكبر بمخاطرها المحتملة، خاصة مع انتشارها بين فئة عمرية حساسة عمريا، فالمطلوب اليوم ليس التوقف عن استهلاك الماتشا، بل تعديل أسلوب استخدامها بما يتماشى مع احتياجات الجسم وتوازن العناصر الغذائية.