أجلت السلطات الأردنية إنقاذ نحو 1800 سائح أجنبي من مدينة البتراء الأثرية جنوبي البلاد بعد أن حاصرتهم السيول، في حين أعلنت مديرية الأمن العام أن فرق الإنقاذ تتعامل مع "حادثي فقدان أشخاص في الحسا والبتراء". وقالت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) إنه تم إجلاء مئات السياح من مدينة البتراء بعد "تساقط أمطار غزيرة أدت إلى تشكل السيول في عدد من مناطق الإقليم، ضمن تدابير احترازية لضمان سلامة الزوار". في الوقت نفسه، نقلت قناة محلية عن مفوض إدارة شؤون المحمية والسياحة في سلطة إقليم البتراء يزن محادين قوله إن "كوادر الإنقاذ في سلطة إقليم البتراء والدفاع المدني أجلت الأحد مئات السياح في البتراء من دون تسجيل أي إصابات، بعد مداهمة السيول الموقع الأثري بعد ظهر اليوم". وأضاف أن "عدد السياح الذين زاروا الموقع الأثري اليوم بلغ 1785 سائحا، أجلت كوادر الدفاع المدني معظمهم". وأكد محادين "عدم تسجيل أي إصابات تذكر بين جميع السياح الذين جرى إجلاؤهم"، مشيرا إلى أن "السلطة أوقفت بيع تذاكر الدخول للموقع الأثري من بعد ظهر اليوم ضمانا لسلامة السياح". من ناحية أخرى، نقلت وكالة الأنباء الأردنية عن مديرية الأمن العام قولها إن "فرق بحث وإنقاذ في إقليم الجنوب تتعامل مع حادثي فقدان أشخاص في الحسا والبتراء". وفي وقت سابق، بثت إدارة الأرصاد الجوية الأردنية مقطع فيديو يظهر هطول السيول حول مدينة البتراء وتجمع السياح عند باب الخزنة، أشهر موقع في المدينة الأثرية، تمهيدا لإجلائهم. وشهدت البتراء تساقطا غزيرا للأمطار جراء تأثر المملكة بمنخفض جوي أثر خصوصا على مناطقها الجنوبية، مما أدى إلى تشكل السيول في بعض الأودية والمناطق المنخفضة، وسط انخفاض ملموس في درجات الحرارة ونشاط في سرعة الرياح. وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إجلاء سياح من هذا الموقع الأثري خلال السنوات الأخيرة. ووفقا للعلماء، أصبحت الأمطار الغزيرة وغيرها من الظواهر الجوية المتطرفة أكثر تواترا وشدة بسبب التغير المناخي.