حذر عضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديوان الملكي، الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد المطلق، من خطورة التسلل إلى مكة ومحاولة أداء الحج من دون تصريح، مؤكدًا أن هذا الفعل ليس مجرد مخالفة تنظيمية بل إثم عظيم، وخيانة لشعيرة مقدسة يسعى أعداء الإسلام إلى تشويهها.

وخلال ظهوره في برنامج “فتاوى” على القناة السعودية، شدد المطلق على أن حماية الحجاج وتنظيم شعيرة الحج واجب شرعي على ولي الأمر وعلى عموم المسلمين، مؤكدًا أن الله سبحانه وتعالى هو من أوجب على ولاة الأمر تنظيم الحج وعدّه نعمة تستوجب الشكر لا الخداع أو التحايل.

وقال المطلق : “بعض الناس لديهم أفكار مغلوطة، يظنون أن تصاريح الحج تحكم أو تضييق وأنه لا يجوز إصدارها، بينما يرى العلماء أن تنظيم الحج عبر التصاريح واجب شرعي على ولي الأمر، لأنه المسؤول عن الحفاظ على أمن الحجاج وسلامتهم وهذه نعمة من الله”.

وفي تحذير شديد اللهجة، قال المطلق : “لا نشك أن الذين يتسللون ويحاولون اختراق الأنظمة يأثمون. لأنهم لا يؤثرون على أنفسهم، بل يأخذون أماكن حجاج انتظروا سنوات طويلة ليؤدوا هذه الفريضة. هؤلاء يسرقون الفرص من غيرهم، وهذا لا يجوز شرعًا”.

وأشار إلى أن بعض الحجاج من بلدان بعيدة ينتظرون سنوات طويلة للحصول على فرصة لأداء الحج، بينما يحاول البعض الدخول عن طريق الكذب والخداع وسلب هذه الفرصة بغير وجه حق، وقال : “المكان الذي خصصه ولي الأمر لحاجٍ لم يحج من قبل، مَن يأخذه؟ الذي جاء بالدور والنظام وانتظار لسنوات طويلة أم المتسلل خلسة؟ هذا لا يجوز”.

كما حذر المطلق من المخاطر الأمنية والسمعة العالمية للحج قائلاً : “يجب أن تبقى شعيرة الحج شعيرة أمن وسلام ويُمن وبركة. وإذا مات الناس بسبب الفوضى، فإن هناك أعداء للمسلمين يريدون أن يظهر الحج وكأنه مؤتمر همجي يموت فيه الناس، وهذا ما لا نرضاه لديننا”.

وأشاد المطلق بما تبذله الدولة السعودية من جهود جبارة واستعدادات هائلة في كل القطاعات الأمنية والمدنية لتأمين راحة الحجاج وأمنهم، معتبرًا أن أي محاولة لتجاوز النظام تُعد تحديًا لتلك الجهود وهذا حرام.

وفي ختام حديثه، وجّه نداءً قويًا للمجتمع : “اتقوا الله، ضعوا أيديكم في يد الدولة، وساعدوا ولي الأمر في حماية هذه الشعيرة العظيمة. وحماية الحجاج هذا واجب شرعي ليس فقط على ولي الأمر، بل على كل مسلم”.