في أقصى شمال تشيلي، وتحديدا وسط امتداد صحراء أتاكاما القاحلة، ينبض قلبٌ اقتصادي جديد للعالم، حيث تُستخرج واحدة من أثمن ثروات الأرض الحديثة، وهو الليثيوم، المعدن الأبيض الذي بات يُلقب بـ”ذهب القرن الحادي والعشرين”. وتحت أشعة الشمس الحارقة وسكون الطبيعة الموحشة، يشتد التنافس بين القوى الكبرى على السيطرة على ما تبقى من هذا المعدن الحيوي الذي أصبح محركا رئيسيا لاقتصاد المستقبل. في هذا المشهد المثير، اصطحبنا مراسل الجزيرة، حسان مسعود، في رحلة ميدانية إلى حيث تُستخرج هذه الثروة، موثقا بالكاميرا والكلمات ملامح معركة دولية تدور رحاها في قلب صحراء تبدو في ظاهرها ساكنة، لكنها في باطنها تعج بالحراك السياسي والاقتصادي المحموم. البرك الاصطناعية في حقل “سالار دي أتاكاما” لا توحي للوهلة الأولى بأنها ساحات نفوذ، لكنها في الحقيقة تمثل خطوط تماس حقيقية بين عمالقة الاقتصاد العالمي. هناك، حيث تُستخرج مادة “البرايم” من المياه الجوفية المالحة، وتُعالج تحت أشعة الشمس في برك تبخير عملاقة، تتحول تدريجيا إلى أكثر أنواع الليثيوم كثافة، وهي المادة الأساسية المستخدمة في بطاريات السيارات الكهربائية والهواتف الذكية وأجهزة الحوسبة. بداية القصة لكنّ القصة لم تبدأ اليوم، فجذور الاستغلال المنظم لهذا المعدن…