مرصد مينا سجلت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً خلال تعاملات صباح الثلاثاء، ليصل إلى أعلى مستوى له في أسبوعين، وسط تنامي المخاوف بشأن الخطط التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بخصوص الرسوم الجمركية الجديدة، ما عزز الإقبال على المعدن النفيس كملاذ آمن في أوقات التقلبات الاقتصادية والسياسية. ويأتي هذا التوجه في وقت يترقب فيه المستثمرون نتائج اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وما قد يحمله من مؤشرات حول مستقبل أسعار الفائدة. وبحسب بيانات وكالة “رويترز”، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.4% ليصل إلى 3380.92 دولاراً للأونصة بحلول الساعة 02:24 بتوقيت غرينتش، بعد أن لامس في وقت سابق أعلى مستوى له منذ 22 أبريل. كما صعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 2% لتبلغ 3389.90 دولاراً للأونصة. وفي هذا السياق، قال ييب جون رونغ، محلل السوق لدى مؤسسة “آي.جي”، إن “أسعار الذهب شهدت انطلاقة قوية مع بداية الأسبوع، مدفوعة بتجدد المخاوف من الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس الأميركي، والتي دفعت المستثمرين مجدداً إلى التوجه نحو أصول الملاذ الآمن كتحوط ضد تقلبات السوق”. وكان ترامب قد أعلن يوم الأحد عن فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على جميع الأفلام المستوردة من خارج الولايات المتحدة، دون أن يوضح تفاصيل آلية التنفيذ. كما أشار يوم أمس الاثنين إلى عزمه فرض رسوم جمركية إضافية على الأدوية المستوردة خلال الأسبوعين المقبلين، في خطوة أثارت مخاوف المستثمرين بشأن تداعيات هذه السياسات على الاقتصاد العالمي. وفي ظل هذه الأجواء، تتجه الأنظار نحو قرار البنك المركزي الأميركي بشأن سعر الفائدة، إلى جانب تصريحات مرتقبة لرئيس المجلس جيروم باول اليوم الأربعاء، والتي من شأنها أن تقدم مؤشرات حول توجهات السياسة النقدية في الفترة المقبلة. ومنذ ديسمبر الماضي، أبقى الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في نطاق يتراوح بين 4.25% و4.50%. ويرى رونغ أن “أي إشارة إلى نية المجلس بالتيسير النقدي يمكن أن توفر دفعة إضافية للذهب وتعزز من الاتجاه الصعودي الحالي”. وفي تقرير لها، توقعت “رويترز” أن يُبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماعه الحالي، معتبرة أنه قد يكون آخر اجتماع يتخذ فيه قرار محسوم، في ظل الضبابية التي تخيم على المشهد الاقتصادي بسبب سياسات ترامب التجارية. ويعتبر الذهب، الذي لا يدر عوائد مباشرة، خياراً مفضلاً للمستثمرين في أوقات الفوضى السياسية والمالية، خصوصاً عندما تكون أسعار الفائدة منخفضة، مما يزيد من جاذبيته كمخزن للقيمة. وفي سياق متصل، سجلت المعادن النفيسة الأخرى ارتفاعاً هي الأخرى؛ إذ ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 1.5% لتصل إلى 32.99 دولاراً للأونصة، بينما صعد البلاتين بنسبة 1.3% إلى 971.24 دولاراً، وارتفع البلاديوم بنسبة 0.5% إلى 945.75 دولاراً.