كشفت الحالات الجديدة من إصابات متلازمة ألفا-غال وهي مرض نادر يُهدد الحياة، ويتسبب في حساسية شديدة تجاه اللحوم الحمراء، إلى أن أنواعا من القراد قد تكون مسؤولة عن حالات الإصابة.
نشرت صحيفة نيويورك بوست تقاريراً عن حالة مريضتين إحداهما تبلغ من العمر 45 عاما وتعيش في ولاية فلوريدا، والأخرى تبلغ 61 عاما وتعيش في ولاية واشنطن، وكلاهما قد تواجدتا في مناطق يُعرف بوجود قراد «لون ستار» فيها بشكل شائع.
انتشار حساسية نادرة تهدد سكان الضواحي في أمريكا بسبب حشرة القراد
يعد القراد المعروف باسم«لون ستار» المنتشر في المناطق التي تضم مساحات واسعة من الأشجار والغابات، المسبب الأكثر شيوعا لمتلازمة ألفا-غال (AGS).
ويتركز وجود قراد «لون ستار» بشكل أساسي في المناطق الجنوبية الشرقية، والجنوبية الوسطى، ومنطقة الأطلسي الأوسط في الولايات المتحدة، كما أنه منتشر بكثرة في جزيرة لونغ آيلاند، وخاصة في مقاطعة سوفولك.
تُزدهر حشرة القراد في البيئات الدافئة والرطبة، وتُفضل الاختباء في الأعشاب الطويلة والشجيرات لمهاجمة الحيوانات المارة مثل والقوارض، والطيور.
وقال مؤلفو دراسة عن ذلك النوع من القراد من جامعة نورث كارولينا:«فهم العوامل البيئية التي تؤثر على خطر الإصابة بمتلازمة ألفا-غال أمر بالغ الأهمية لتحديد الفئات السكانية المعرضة للخطر، وتطوير استراتيجيات تدخل مناسبة مثل حملات التوعية والاختبارات التشخيصية.»
وتحدث الإصابة من خلال انتقال لعاب القراد الذي يحتوي على مادة تخدع الجهاز المناعي وتسبب حساسية لدى الشخص الذي تعرض للدغ تجاه اللحوم.
ويحتوي هذا اللعاب على مادة يطلق عليها اسم ألفا-غال (Alpha-gal)، وهي جزيء سكري موجود في دماء الحيوانات الثديية مثل الأبقار.
عند التعرض للدغة القراد، يتم حقن ذلك اللعاب في مجرى الدم، مما يؤدي إلى تحفيز استجابة مناعية قد تتسبب في ظهور حساسية تجاه اللحوم الحمراء (مثل لحم البقر، لحم الخنزير، والغنم).
وقد تتفاقم تلك الحساسية مع مرور الوقت إذا استمر الشخص في تناول اللحوم الحمراء، مما يؤدي إلى زيادة شدة رد الفعل.
أطباء يحذرون من تفشي متلازمة ألفا-غال المرتبطة بلحم الأبقار والخنازير
كشف الباحثون أن هاتين الحالتين تُظهران الحاجة الماسة إلى إجراء مزيد من الدراسات حول الأنواع الأخرى من القراد التي قد تكون قادرة على التسبب في متلازمة ألفا-غال، بالإضافة إلى تحديد المناطق الجغرافية التي قد تكون معرضة للخطر.
ولم يتم إعلان عدد محدد للإصابات حتى الأن نظرا لعدم تسجيل الحالات التي تذهب بشكاوى من اعراض حساسية تحت متلازمة ألفا-غال.
وأضافوا أن الأشخاص الذين يعيشون في مناطق تنتشر فيها الغابات أو المساحات العشبية حتى خارج نطاق قراد «لون ستار» يجب أن يتخذوا احتياطات إضافية لتجنب لدغات القراد.
تشمل هذه الاحتياطات: ارتداء ملابس طويلة، واستخدام طاردات الحشرات، وفحص الجسم والملابس بعناية بعد التواجد في الأماكن المفتوحة.
وتختلف متلازمة ألفا-غال عن أنواع الحساسية الغذائية الأخرى، لأنها لا تُسبب رد فعل فوري بعد تناول اللحوم الحمراء، بل قد تظهر الأعراض بعد ساعات من الأكل، مما يجعل تشخيصها أكثر صعوبة.
تشمل الأعراض الشائعة: الغثيان، وضيق التنفس، وأحيانا تفاعلات تحسسية شديدة يمكن أن تهدد الحياة.
وفي ظل تزايد عدد الحالات المبلغ عنها خلال السنوات الأخيرة، تدعو مراكز مكافحة الأمراض والوقاية الأمريكية منها (CDC) الأطباء إلى النظر في متلازمة ألفا-غال كتشخيص محتمل لدى المرضى الذين تظهر عليهم أعراض تحسسية غير مفسّرة بعد تناول اللحوم الحمراء.
هل يمكن الشفاء من حساسية اللحوم الناتجة عن لدغة القراد؟
لا تعتبر متلازمة ألفا-غال (AGS) قابلة للشفاء بالمعنى التقليدي، ولكن في كثير من الحالات، تتحسن الأعراض بمرور الوقت خاصة إذا تم تجنب التعرض للدغات القراد مجددا والابتعاد التام عن المنتجات الحيوانية المسببة للتحسس.
ولكن لا يوجد دواء للعلاج أو لقاح للوقاية حتى الآن.
وما يمكن أن يحدث مع الوقت للشفاء:
•قد تنخفض حساسية الجسم تدريجيا بعد مرور سنوات من آخر تعرض للدغة قراد.
•بعض الأشخاص يستعيدون القدرة على تناول كميات صغيرة من اللحوم الحمراء أو منتجات حيوانية أخرى دون رد فعل تحسسي، لكن ذلك يتطلب إشرافا طبيا دقيقا.
كيفية الوقاية من الإصابة؟:
•تجنب لدغات القراد من خلال ارتداء ملابس طويلة واستخدام طاردات حشرات.
•الابتعاد عن تناول اللحوم الحمراء وأي منتج يحتوي على ألفا-غال، مثل الجيلاتين الحيواني وبعض الأدوية.
•التأكد من الفحص الطبي في حال حدوث ردود فعل تحسسية غير مفسّرة بعد تناول اللحوم.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
