كيف نتجاوز شعور الفقد؛ كيف يمكن أن نتعايش مع الفكرة؟
كيف لمجرد شعور واحد أن ينزع منك الطمأنينة ويدخلك في دوامة لا نهائية من الأفكار، كيف في كل مره يعيدك لنقطة الصفر بعد ان قطعت شوطاً لا بأس به !؟ بشاعة شعور الفقد والذكريات المتراكمة.كم مرة أحببت؟ وكم مرة خُذلت؟ وكم مرة إفتقدت؟
كم مرة استيقظت من النوم وأنت تضع يدك على قلبك من قوة ما تشعر به؟كم مرة بكيت تحت لحافك وكتمت شهقاتك لكي لا يسمعك أحد؟وكم مرة حاولت أن تتجاهل الأمر كله دفعة واحدة وفشلت!؟
وكم مرة حاولت أن تستعيد حياتك القديمة وقوتك السابقة وعجزت تمامًا عن ذلك؟
كل هذه الأسئلة وكل هذا الضياع سيُحدِث نتيجة غير متوقعة بعد ذلك.. ربما بعد فوات الأوان، أو ربما بعد أشهر أو سنوات.. تستيقظ وأنت لا تشعر بكل هذا الضياع، تستيقظ وأنت عازم على ترك الأمر هكذا.. للقدر.
لكن لكل فقد شعور مختلف ولكل شخص طريقة خاصة بالتعامل معه، وأسلوبه المبتكر في صنع بداية جديدة بعد الإنكسار. لطالما أدهشتني قدرة الله في صنع بدايات جديدة لكل منكسر .قد تظن أنها النهاية، ولكن ما أن تقف مجدداً حتى يُنفض عنك غبار الأمس بأحزانه ودموعه ومرارة لياليه وكأن ما ممرت به كان كالحلم.
الشفاء لا يعني النسيان، بل يعني أن نتعلم كيف نحمل ذكرياتنا دون أن تثقل خطواتنا نحو المستقبل، ولا أن نجبر أنفسنا لتتغير بين ليلة وضحاها، لأن الفقدان جزء لا يتجزأ من التجربة الإنسانية وبطريقة ما.. هو اختبار لقدرتنا على التحمل والتكيف.
قد نشعر في البداية أن العالم قد توقف، وأن الألم لن يفارقنا، لكن مع الوقت ندرك أن الحزن ليس نهاية المطاف، بل محطة في رحلتنا؛ الفقد يعلمنا دروسًا ثمينة فالحياة سلسلة من اللحظات التي تتأرجح بين الفرح والألم، بين الامتلاك والفقدان.. فقدان شخص عزيز، علاقة مهمة، وظيفة حلمنا بها، أو حتى جزء من ذواتنا يمكن أن يترك جرحًا عميقًا يبدو وكأنه لن يندمل أبدًا. لكن في قلب هذا الألم تكمن فرصة للتحول والنمو ، فرصة لبداية جديدة قد تكون أكثر إشراقًا مما كنا نتخيل.. ليست نهاية بل تحوّل؛ وليست نهاية الطريق.. بل منعطف نحو فهم أعمق للحياة ولأنفسنا.
لذلك.. اعقد العزم، تسلح بالإيمان، وانطلق في رحلتك الخاصة للتعافي بشجاعة.
[email protected]
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.