مبارك عليكم انتهاء «قرن شوال» الشهر الذي يبتلع الراتب قبل أن نراه، هذه المباركة، أعتقد بأنها ستضاف إلى الأعياد والمناسبات الرسمية قريباً؛ لأن شهر شوال مليء بفيديوهات ونصوص الكوميديا السوداء، الذي يدل على طول هذا الشهر، واختفاء الراتب فيه منذ أيامه الأولى!
هل شهر شوال هو الثقب الأسود من بين الشهور! لماذا يختفي مالنا فيه؟ لماذا تختلف الإدارة المالية فيه عن غيره من الأشهر! هل المشكلة فيه أم فينا! إن كانت اجابتك بسبب صرفيات شهر رمضان، وتجهيزات العيد؛ هل هذين المناسبتين «فقع»! تأتي فجأة، أم تعلم عنهما قبل حلولهما وتُهيئ مصروفاتك فيهما!
بماذا يختلف شهر رمضان عن غيره من الأشهر من ناحية الأكل! لماذا نرى «الفجعة» الجماعية، وكأننا نستعد للدخول إلى مجاعة! الخلل فينا وليس في هاتين المناسبتين، فرمضان لدينا ذهنياً هو الطعام، ويأتي بعده رفاهية العيد؛ ثم يأتي دور لطم شهر شوال المسكين! وبعيداً من أنني من مواليده، فكِّر جدياً في آلية الصرف قبله وبدايته! فهل تعتقد أن راتبك يهرب لوحده! فهذه إشكالية كبيرة!
في الوقت الحاضر، إن لم تتمعن إلى المغريات حولك التي تدفع قيمتها، وأنت لا تحتاجها، سترى أن لديك أماكن صرف لا تعود إليك بفائدة، إلا مساهمتك المجتمعية في ثراء غيرك من باب «قد احتاجها في يومٍ ما» كالاشتراكات المتعددة، شراء منتجات لغاية المماثلة أو التصوير، باختصار رسم هالتك ورفعها للغير، لا لنفسك.
لو صادفتك أزمة مالية، ووضعت أمام خيار واحد وهو تقليل مصروفاتك، لتتمكن من أن تعيش بكرامة، ما لذي ستلغيه من حياتك ولن يؤثر إلغاءه فيك!
لماذا قد نصل إلى هذا الخيار، إن كنا نستطيع إدارة المصروف بشكل يساهم في تطوير أنفسنا وحياتنا عموماً، لماذا نبحث عما نريه لغيرنا أكثر مما يفيدنا ويناسبنا!
لاحظ! الحياة الآن تطورت في آلية توفير ما لا ترغبه أو بالأصح تجميع غير الضروري، وذلك بالعروض وآلية وصولها إليك بطريقة «الحق آخر حبه» أو بسهولة تقسيطه لك، وتدخل في دوامة الديون الناعمة التي تستدرجك حتى تدمن عليها.
لست ممن ينظِّر أو يحاضر عن «الصرف الصحيح، أو الواجب أن يكون» ولست ممن يضع رأسه بالأرض ولا يرى عدم إمكانية الادخار، عند بعض الفئات، ولكني مع أن تدير مصروفاتك بعقلانية حتى لا تضطر في مرحلة ما أن تطلب العون، فتقابل بالرفض، أو بإلقاء محاضرة عليك في غير وقتها؛ فاحرص! بمراجعة مصروفاتك اليوم وسيطر على مالك، حتى راتبك لا يطير!
[email protected]
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.