الشارقة: سارة المزروعي
رغم تغيّر الزمن وتبدّل الموضة، فإن الحنين إلى الماضي لا يغيب، وها هي أعراس الأجداد، التي كانت تُقام ببساطتها وعراقتها في خمسينات ما قبل الاتحاد، تعود في 2025 بحلّة عصرية تجمع بين الأصالة والحداثة.
في الماضي، كانت الأعراس تُقام بين البيوت، بين طرقات الحي، وتحت وهج الفوانيس القديمة، أما اليوم، فتُقام وسط خيام شفافة، وصالات واسعة مزينة بأجمل تنسيقات الأزهار والديكورات التي تعكس ذوقاً رفيعاً وفخامة استثنائية، مع منصة استقبال فاخرة تستلهم أجواء الماضي، وتُضفي لمسة من الأناقة التراثية.
عادت زهور الجهنمي بلونها البنفسجي الزاهي لتزيّن ممرات العروس، وتضفي لمسة طبيعية على الطاولات وحتى على مسكة العروس، التي أصبحت تحمل روح التراث، مصنوعة من سعف النخيل المزيّن بالورود، ولم تكتفِ الأعراس الحديثة بذلك، بل امتد الطابع التراثي إلى التوزيعات والهدايا المقدمة للمعازيم، مثل الكحل، والحناء الخضراء، والزعفران، إلى جانب المدخن لتكتمل أجواء الفرح بعبق الماضي وأناقة الحاضر.
تشير مريم ناصر، متحدثة عن قرارها بإقامة حفل زفاف بسيط يقتصر على العائلة والأقارب فقط، إلى أنها اختارت هذا الأسلوب ترشيداً للميزانية وتماشياً مع روح الأعراس الإماراتية التقليدية التي كانت تُقام قديماً، والتي تميزت بالبساطة والتلاحم الاجتماعي بعيداً عن البذخ والتكلف، وعلى أن يكون حفل الرجال عبارة عن وليمة غداء تقتصر على تقديم الطبق الرئيسي والقهوة والفواكه بعيداً عما نراه اليوم من ضيافة متنوعة مثل الشاي والكيك والحلويات وغيرها.
وتؤكد مريم أنها فضلت أيضاً أن يكون مهرها مقتصراً على الذهب، باعتباره تقليداً إماراتياً أصيلاً يعكس الاعتزاز بالتراث والهوية الوطنية.
الزي التراثي
في كثير من الأعراس اليوم، تُفضّل العروس ارتداء الثوب التراثي الإماراتي سواء كان بالشيفون أو الحرير المطرز، مع المجوهرات الإماراتية مثل المرتعشة، السيتمي، الخواتم، الهيار (الشناف)، والقطع المميزة مثل الحقب (محزم الذهب الثقيل) وحتى المخنق وحيول بوالشوك.
تقول أم عبدالله (68 عاماً): «كنا نعرس على البساطة، ما في فساتين ولا قاعات، نزين العروس بالحنّة، وتلبس الذهب اللي تملكه أمها أو خالتها، بس كانت فرحة من القلب، والجميع يشارك فيها».
وتضيف: «الحين بناتنا رجعن يطلبن نفس الزينة، المرتعشة، والمخنق، وحتى الحيول بطريقة مترفة تناسب زمانهن».
وتقول الشابة هاجر الزيودي (عروس حديثة): «أردت أن يكون عقد القران مختلفاً، فاخترت أن ألبس ثوب الوالدة في عرسها، وجدّدت فيه بعض التفاصيل، لبست الحقب والمخنق، واستخدمنا المندوس كجزء من ديكور الحفلة، راودني شعور بالتميّز وفي الوقت نفسه قريبة من كل ما هو حديث ومعاصر».
عطر الماضي لا يغيب
العطور أيضاً كان لها حضور خاص، فـالمرش يُعطر به الحضور، والمدخن يتنقل بين النساء، يفوح منه دهن البخور والزعفران، يلف الأجواء بدفءٍ وعبقٍ أصيل.
تقول فاطمة المهيري مهتمة بتنظيم الأعراس التراثية: «نستخدم العطور الإماراتية القديمة مثل المخمرية والزعفران الذي يوضع على الشعر وخلف الأذن، وإضافة الصندل، ونختار الحناء بعناية، ونضعه على صينية مزينة بالورد، تفاصيل صغيرة، لكنها تحمل معاني كبيرة باستقبال الضيوف في الأعراس».
المندوس.. صندوق الذكريات
في زوايا البيوت القديمة، كان المندوس يُحجَز له مكان مميز بين أثاث العروس، فهو الصندوق الخشبي الذي تخبّئ فيه أجمل ما تملك، من مجوهرات وحنّة وعطور وأقمشة، إلى ذكريات الطفولة وأمنيات المستقبل. لم يكن مجرد صندوق، بل كان رمزاً للخصوصية والفرح القادم.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.