أكد الدكتور هدير مصطفى مير، استشاري علاج الأورام بالأشعة، أن الالتزام بنمط حياة صحي يمثل الركيزة الأساسية لتعزيز حماية الجسم ضد مختلف أنواع السرطانات والأمراض المكتسبة. وأوضح أن فرص الإصابة بالأمراض تزداد طردياً مع انتشار السلوكيات غير الصحية كالتدخين والخمول البدني وزيادة الوزن. وأشار إلى أن سرطان الثدي يتصدر قائمة السرطانات الأكثر انتشاراً بين النساء عالمياً، مشدداً على أن الكشف المبكر، خصوصاً عبر فحص الماموجرام الدوري، يعد الوسيلة الأفضل لرصد أي تغيرات وعلاجها في مراحلها الأولى، ما يرفع نسب الشفاء بشكل كبير. الوقاية من السرطانوشدد استشاري علاج الأورام على مجموعة من الإرشادات الصحية العامة للوقاية، داعياً إلى ضرورة ممارسة النشاط الرياضي بانتظام بما لا يقل عن 150 دقيقة أسبوعياً، واتباع نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات والألياف، مع الحد من الوجبات السريعة والأطعمة عالية الدهون والمشروبات السكرية والغازية والكافيين. وأكد على أهمية الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد ليلاً لمدة تقارب 8 ساعات، والامتناع التام عن التدخين بجميع أشكاله، وتجنب الإفراط في تناول المسكنات دون استشارة طبية، بالإضافة إلى تقليل فترات الجلوس الطويلة أمام الأجهزة الإلكترونية. الدكتور هدير مصطفى مير وفيما يخص سرطان الثدي، أوضح الدكتور مير أن اكتشاف العديد من الحالات في مراحل متأخرة يساهم في انتشاره، مؤكداً أن الاكتشاف المبكر عبر الماموجرام «كل سنة أو سنتين بعد سن الأربعين»، والفحص السريري الدوري، والفحص الذاتي الشهري «بعد سن العشرين» يرفع نسب الشفاء إلى نحو 95%. وتطرق لأهمية معرفة عوامل الخطورة كالتاريخ العائلي للمرض. وتناول أيضاً أهمية الوقاية من سرطان عنق الرحم المرتبط بنسبة 99% بفيروس الورم الحليمي البشري «HPV»، مؤكداً فعالية وأمان اللقاح المضاد للفيروس للفتيات «9-25 سنة»، وداعياً المتزوجات لإجراء مسحة عنق الرحم الدورية. وحذر الدكتور مير، بشدة من الانسياق وراء ما يُروج له عبر وسائل التواصل الاجتماعي من تركيبات عشبية مجهولة أو علاجات وهمية تدعي الوقاية من السرطان، مؤكداً أن هذه الادعاءات كاذبة وتفتقر لأي أساس علمي وتهدف للتسويق التجاري. ونفى كذلك صحة ما يشاع عن تسبب الشعيرية سريعة التحضير بالسرطان، موضحاً أنها تخضع للرقابة كأي غذاء مصرح به، ولكنه نصح بالحد من تناولها لانخفاض قيمتها الغذائية وارتفاع محتواها من الأملاح والدهون، مؤكداً أن الوقاية الحقيقية تكمن في اتباع نمط حياة صحي وتجنب عوامل الخطر المؤكدة. وتطرق الدكتور مير إلى تجربة مرضى السرطان، مبيناً أن الشعور بالإرهاق أو الأرق قد يكون طبيعياً نتيجة المرض أو العلاج أو الضغوط النفسية، ونصح بالالتزام بالخطة العلاجية والتغذية السليمة والدعم النفسي والاجتماعي. وأشاد بالتقدم الكبير في علاجات السرطان الذي أدى لتحسين النتائج ونوعية حياة المرضى، مجدداً التأكيد على أن الكشف المبكر يبقى العامل الأهم لتعزيز فرص الشفاء.