12 مايو 2025, 7:47 صباحاً
أقدم حزب العمال الكردستاني، الجماعة المسلحة التي خاضت صراعاً دامياً ضد تركيا لعقود، على قرار مصيري اليوم (الإثنين)، وأعلن حل نفسه، وهيكله التنظيمي وإنهاء كفاحه المسلح، ويمثل هذا التطور اللافت محطة بارزة ضمن مبادرة سلام أوسع نطاقاً تهدف إلى طي صفحة أربعة عقود من العنف، الذي حصد أرواح عشرات الآلاف منذ اندلاعه في الثمانينيات، ويعكس هذا الإعلان استجابة مباشرة لدعوة أطلقها زعيم الحزب المسجون عبدالله أوجلان؛ في فبراير الماضي، حيث حثّ قواعد الحزب على عقد مؤتمر حاسم لاتخاذ قرار الحل رسمياً، ليفتح الباب أمام مسار سياسي وديمقراطي لحل القضية الكردية، وفق ما أفادت به وكالة أنباء فرات المقربة من الحزب.
قرار تاريخي
وأعقب هذا القرار المحوري، مؤتمر عقده الحزب في شمال العراق قبل أيام قليلة، وأكدت وكالة أنباء فرات، أن المؤتمر قرّر بشكلٍ حاسم "حل الهيكل التنظيمي لحزب العمال الكردستاني وإنهاء الكفاح المسلح"، مشيرة إلى أن العملية التنفيذية لهذا القرار سيشرف عليها ويقودها عبدالله أوجلان بنفسه، وعليه، تم الإعلان عن "إنهاء الأنشطة التي كانت تُنفذ تحت اسم حزب العمال الكردستاني رسمياً".
ويعد هذا التحول الإستراتيجي اعترافاً من قيادة الحزب بأن نضالهم المسلح بلغ مرحلة "أوصلت القضية الكردية إلى نقطة الحل من خلال السياسة الديمقراطية، وبالتالي استكملت مهمتها التاريخية"، وهذا التقييم، الصادر عن مؤتمر الحزب، يشير إلى تحول جذري في مقاربة الجماعة التي تصنفها تركيا وحلفاؤها الغربيون على قوائم الإرهاب، وفقاً لـ"أسوشيتد برس".
خلفية الصراع
وقاد حزب العمال الكردستاني تمرداً مسلحاً ضد الدولة التركية منذ عام 1984، وهو الصراع الذي خلف ندوباً عميقة في المشهدَيْن السياسي والاجتماعي في تركيا والمنطقة، وتسبَّب في سقوط عشرات الآلاف من الضحايا من المدنيين والعسكريين والمقاتلين على حد سواء.
وسبق إعلان الحل قرار أحادي من جانب حزب العمال الكردستاني بوقف إطلاق النار في 1 مارس الماضي، وإن كان ذلك القرار قد ارتبط بشروط محدّدة، أبرزها ضرورة إيجاد إطار قانوني راسخ لمفاوضات سلام شاملة، ويعكس هذا الشرط رغبة الحزب في ضمان جدية والتزام الجانب الآخر في أي عملية تفاوضية مستقبلية تهدف إلى تحقيق تسوية دائمة وشاملة للقضية الكردية في تركيا.
ويبقى التساؤل الأبرز الآن، هو: كيف ستتلقف الحكومة التركية هذا القرار التاريخي، وما الخطوات العملية التي ستتبع هذا الإعلان، وهل ستفتح هذه المبادرة حقاً صفحة جديدة نحو سلامٍ مستدامٍ يُعيد الأمن والاستقرار إلى المنطقة؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.