أكدت وزارة الصحة أن تناول كميات زائدة من الملح يُعد من أبرز عوامل الخطر الصحية على مستوى العالم، مشيرة إلى أن نحو 1.89 مليون حالة وفاة سنويًا ترتبط بالاستهلاك المفرط للصوديوم، وفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية. وشددت الوزارة على أن غالبية السكان يتناولون كميات تفوق الحد الموصى به وهو أقل من 5 جرامات يوميًّا، مما يسهم في رفع ضغط الدم، ويزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية وسرطان المعدة وهشاشة العظام وأمراض الكلى. وبيّنت "الصحة" بمناسبة انطلاق الأسبوع العالمي للملح أن الملح الخفي الموجود في الأطعمة المصنعة والمعلبة يمثل المصدر الأكبر لاستهلاك الصوديوم، وليس الملح المضاف أثناء الطهي فقط، مما يستدعي وعيًا مجتمعيًا أكبر بمكونات الغذاء. خيارات غذائية صحية جددت الوزارة دعوتها بمناسبة الأسبوع العالمي للتوعية بأضرار الملح إلى إعادة تركيب المنتجات الغذائية لتحتوي على كميات أقل من الصوديوم، وتفعيل دور المؤسسات العامة كالمستشفيات والمدارس في تقديم خيارات غذائية صحية منخفضة الملح، وتعزيز التثقيف الصحي للأسر والأفراد حول أضرار الإفراط في تناوله، وتشجيع الشركات الغذائية على الالتزام بالمستويات المستهدفة من الملح في الأغذية. وأكدت "الصحة" أن خفض استهلاك الصوديوم عالميًا يمكن أن يمنع نحو 2.5 مليون حالة وفاة سنويًا، ما يجعله من أولويات الصحة العامة التي تتطلب تضافر الجهود الحكومية والمجتمعية. أبرز التحديات فيما أكدت الدكتورة شوق العشملي، استشارية التغذية الإكلينيكية، أن خفض استهلاك الملح يُعد من أبرز التحديات الصحية التي تتطلب تضافر الجهود الفردية والمجتمعية، مشيرة إلى أن الإفراط في تناول الصوديوم يرتبط بشكل مباشر بارتفاع ضغط الدم، والذي يُعد بدوره عاملًا رئيسيًا للإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية وأمراض الكلى. د شوق العشملي وأوضحت أن الإشكالية لا تكمن فقط في الملح المضاف أثناء الطهو، بل في "الملح الخفي" الموجود في المنتجات الغذائية المصنعة مثل المعلبات، والوجبات السريعة، والمخبوزات، واللحوم المعالجة، والتي تستهلك على نطاق واسع دون وعي بمحتواها من الصوديوم. مخاطر صحية أضافت العشملي أن المعدل الموصى به من منظمة الصحة العالمية للملح هو أقل من 5 جرامات يوميًا (مايعادل 2 جرام من الصوديوم)، إلا أن غالبية الأفراد حول العالم يستهلكون ضعف هذه الكمية أو أكثر، مما يؤدي إلى تراكم المخاطر الصحية على المدى الطويل. وشددت العشملي على أهمية رفع مستوى الوعي الغذائي بين أفراد المجتمع، وضرورة قراءة الملصقات الغذائية بعناية، واختيار المنتجات التي تحمل شعار "منخفض الصوديوم"، إلى جانب تقليل الاعتماد على الأطعمة الجاهزة. ودعت إلى تعزيز ثقافة الطهي المنزلي واستخدام الأعشاب والتوابل الطبيعية كبدائل صحية للملح، مؤكدة أن التغيير يبدأ من المطبخ وينعكس على الصحة العامة، وأن تعزيز بيئة داعمة داخل المدارس والمنازل وأماكن العمل هو مفتاح الوقاية من أمراض ترتبط مباشرة بنمطنا الغذائي اليومي.