الطفل / سيدتى

هل الإفراط في استخدام الأجهزة اللوحية يؤثر على الطفل بالمدارس الأولية؟

  • 1/7
  • 2/7
  • 3/7
  • 4/7
  • 5/7
  • 6/7
  • 7/7

لا جدال في أن التكنولوجيا قدمت الكثير للعلم وطلابه بالمدارس والجامعات، وقامت بتعزيز الفهم وتوسيع آفاق التعلم، لكن يبدو أن الإفراط في استخدامها داخل الفصول الدراسية قد يؤدي إلى نتائج عكسية، تؤثر سلباً على الصحة العقلية والبدنية والاجتماعية للطالب، وخاصة في المراحل المبكرة من التعليم!
في هذا التقرير، نلتقي بالدكتور محمود الألفي أستاذ التكنولوجيا وعلم البرمجيات الذي يقوم بتوضيح النواحي السلبية الرئيسية، بسبب اعتماد الطالب المفرط على الشاشات والأجهزة اللوحية داخل الفصول الدراسية، مع استعراض للأدلة العلمية وبعض التجارب الدولية للتأكيد على ذلك، ثم يضع حلولاً للموازنة بين الفوائد والمخاطر.

تجربة بالسويد توضح سلبيات الإفراط

أطفال بالمدرسة يستخدمون الأجهزة اللوحية
نشرت إحدى الجرائد أنه، في إحدى المدارس السويدية، قررت الإدارة في عام أن تلغي الكتب الورقية بالكامل وتستبدلها بالأجهزة اللوحية لكل طالب، في البداية بدت الخطوة واعدة ومواكبة للعصر الرقمي.
بعد عام فقط، عادت إدارة المدرسة عن قرارها بعد أن لاحظت تراجعاً ملحوظاً في أداء الطلاب الأكاديمي، وزيادة في مشاكل التركيز والسلوك داخل الصفوف، ما يعكس واقعاً يتكرر في العديد من الأنظمة التعليمية ما يوضح الكثير.

أضرار الإفراط في استخدام الأجهزة اللوحية بالفصول الأولية

تدهور في التركيز والأداء الأكاديمي

طفل يعاني التشتت وعدم التركيز

حيث اتضح أن الاعتماد المفرط على الشاشات يُقلل من التركيز ويؤثر على مستوى التحصيل الدراسي، كما أظهرت الدراسات أن الاستخدام الزائد للأجهزة الرقمية يعزز التشتت، ويضعف من قدرة الطلاب على الاستيعاب العميق.
كما أن التفاعل البصري المستمر مع الشاشات يعوق الانتباه، ويقلل من جودة التفكير التحليلي؛ لذا
من المهم ألا يتجاوز وقت استخدام الشاشات في اليوم الدراسي حدّاً معيناً، وتجاوزاً يؤدي إلى استنزاف القدرات الذهنية للطالب.
من الناحية التربوية، يُوصى بأن تُصمم الأنشطة الرقمية بحيث لا يستبدل الطالب - بالكامل- التفاعل الورقي والنقاشات الصفّية.

10 خطوات تنظمين بها حياة طفلك الدراسية هل تودين التعرف إليها؟

تأثيرات نفسية مقلِقة

طفل يتابع بكل حواسه الجهاز اللوحي
ودراسات أخرى كشفت أن هناك رابطاً بين الإفراط في استخدام الشاشات وظهور أعراض الاكتئاب والقلق بين الأطفال والمراهقين. وأن حوالي ربع الأطفال يستخدمون الهواتف الذكية بشكل يتطابق مع سلوكيات الإدمان، وهو ما يؤثر سلباً على توازنهم النفسي.
المدارس التي تُكثر من استخدام الأدوات الرقمية دون توجيه نفسي وسلوكي موازٍ، تساهم في خلق بيئة مليئة بالضغط والاضطراب العاطفي.
من هنا كانت فكرة دمج فترات راحة من الأجهزة خلال اليوم الدراسي، وتشجيع الأنشطة غير الرقمية؛ كأداة للحفاظ على الصحة النفسية للطلبة.

مشاكل صحية بدنية متزايدة

طفل يعيش العزلة والوحدة
اليوم الكثير من الطلاب يشكون من آلام في الرقبة والظهر، وإجهاد بصري، وجفاف العينين، الجلوس لساعات أمام الأجهزة اللوحية.
التعرض الطويل للشاشات لا يؤثر فقط على النفسية، بل يمتد إلى الجسد، ما تُعرف بـ”متلازمة الرؤية الحاسوبية”، وتشمل الصداع وتَشَوُّش الرؤية.
ينصح الخبراء بعدم تجاوز استخدام الشاشات ساعتين يومياً لأغراض تعليمية، خاصة لمن هم في سن المدرسة، كما يُنصح بتوفير فواصل زمنية للحركة والراحة البصرية، بالإضافة إلى اعتماد الجلسات السليمة خلال استخدام الأجهزة.

ضعف في المهارات الاجتماعية والعاطفية

عادة ما يتعلم الطلاب من خلال التفاعل المباشر مع المعلمين والزملاء، ووسط المدرسية التقليدية، ما ينمي لديهم مهارات الحوار، والقدرة على التعبير عن الذات، وفهم مشاعر الآخرين.
بينما في الفصول التي تعتمد كلياً على الأجهزة، تنخفض معدلات التفاعل الإنساني، مما يؤثر سلباً على نمو الذكاء العاطفي والاجتماعي لدى الأطفال، وقد يصابون بالعزلة الاجتماعية.
إذ أكدت الأبحاث التربوية أن الأطفال الذين يعتمدون على التعليم الإلكتروني بشكل مفرط يميلون إلى العزلة الاجتماعية، ويواجهون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم أو بناء علاقات صحية مع أقرانهم. ولتفادي ذلك، يجب دمج الأنشطة التفاعلية داخل الصفوف لضمان وجود توازن بين المهارات التقنية والاجتماعية.

فجوة تعليمية رغم التكنولوجيا

قد يُظن أن تزويد جميع الطلاب بأجهزة لوحية يحقق المساواة التعليمية، إلا أن الواقع يظهر خلاف ذلك، فبينما تتوفر الأجهزة في معظم المدارس، إلا أن الفوارق في مستوى الدعم الأسري، والقدرة على التركيز الذاتي، والفهم التقني، تُحدث الفرق.
دراسات تربوية حديثة أشارت إلى أن الفارق بين أداء طلاب المدارس الخاصة والعامة ما زال قائماً رغم استخدام نفس أدوات التكنولوجيا، ما يثبت أن التكنولوجيا وحدها لا تكفي لتحقيق العدالة التعليمية.
ولتحقيق استفادة فعلية، ينبغي استخدام التكنولوجيا بعد وضع خطط دعم فردي من الطالب ذاته، ومتابعة سلوكية وتعليمية مستمرة من جانب الآباء والمعلمين بالمدرسة.

حلول للتوازن بين الفوائد والأضرار

مجموعة من الطلبة والطالبات
  • إعادة النظر في كيفية استخدام التكنولوجيا بشكل يحقق التوازن بين الفوائد والمخاطر؛ فالتقرير لا يدعو إلى إلغاء التكنولوجيا من الفصول الدراسية.
  • على المدارس أن تدمج التكنولوجيا ضمن استراتيجيات تعليمية مرنة ومحددة زمنياً، تضمن للطلاب التعلم دون التورط في آثارها الجانبية.
  • للأمهات دور استراتيجي متعدد الأبعاد في مواجهة الإفراط الرقمي، يتجاوز الحماية السلبية إلى المشاركة الفاعلة في رسم ملامح بيئة تعليمية متوازنة.
  • ضرورة الرقابة المنزلية المستمرة على استخدام الشاشات، وتشجيع الأنشطة البديلة التي تعزز المهارات الاجتماعية والنفسية.
  • أهمية الانخراط المؤسسي النشط مع إدارات المدارس بشأن السياسات التقنية المتبعة، تُمكن الأمهات من التأسيس لتربية رقمية واعية.
  • هذا الدور لا يُعد ترفاً تربوياً، بل ضرورة لحماية الطفولة من أعباء رقمية تتجاوز قدراتهم النفسية والمعرفية، ولضمان أن تظل التكنولوجيا أداة تعليمية في خدمة الإنسان، لا عبئاً تربوياً يُقيد تطوره.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سيدتى ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سيدتى ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا