هو وهى / سيدتى

أسرار ثبات المكياج لساعات طويلة في مهرجان كان منذ بدايته وحتى اليوم

السؤال الذي يطرح دائما هو: كيف يبقى المكياج ثابتاً على وجوه النجمات طوال ساعات الحدث، تحت أضواء التصوير والطقس المتقلب والضغوط النفسية والبدنية، دون أن ينهار أو يتشقق أو يفقد بريقه؟
هل السر فقط في المنتجات الفاخرة؟ أم في يد خبيرة التجميل؟ أم في نوع البشرة؟ أم في تقنيات معقدة لا تروى إلا في الكواليس؟
مهرجان كان السينمائي، الذي انطلقت أولى نسخه عام 1946، ليس فقط تظاهرة سينمائية بل موكب من الأناقة والجمال، جعل من السجادة الحمراء ميدانًا للتنافس الجمالي العالمي. على مر العقود، كان المكياج عنصرًا حاسمًا في هذه الرحلة، وتطور من أدوات بسيطة إلى تقنيات علمية متقدمة، حتى أصبح اليوم ًا قائمًا بذاته تخطط له فرق كاملة من الخبراء قبل أشهر من بداية المهرجان.
في هذا الموضوع، سنأخذك في رحلة تفصيلية، بدءًا من بدايات المهرجان البسيطة وصولًا إلى أحدث تقنيات "التثبيت الذكي" للمكياج. سنكشف لك عن الطبقات الخفية من الحيل والأسرار، لنساعدك في تحويل كل مناسبة في حياتك إلى لحظة تألق تستحقينها، بثبات لا يتزحزح، مثل نجمات كان.

مهرجان كان في البدايات: حيث الجمال كان يعتمد على البساطة والذكاء

في نسخ المهرجان الأولى، خصوصًا في أواخر الأربعينات والخمسينات، لم تكن هناك تقنيات تصوير متطورة أو كاميرات تكشف تفاصيل البشرة كما هو الحال اليوم. ومع ذلك، كان التحدي الأكبر هو مواجهة حرارة الريفيرا الفرنسية، واحتفاظ النجمات بجمالهن أمام عدسات المصورين الصحفيين لساعات طويلة.

أدوات التجميل الأساسية في تلك الفترة:

  1. كريم الأساس السميك: كان يستخدم لإخفاء العيوب تحت عدسات التصوير القديمة، لكنه يذوب بسهولة تحت الضوء والحر.
  2. البودرة المكثفة: لتثبيت الأساس، تستخدم طبقات كثيفة من البودرة، مما يجعل المكياج يبدو "جافًا" ولكنه ثابت.
  3. أحمر الشفاه المطفي الكلاسيكي: مثل الأحمر القاني أو الوردي الترابي، ويعاد تطبيقه يدويًا بعد كل صورة.
  4. الماسكرا بالفرشاة المعدنية: قبل اختراع الماسكرا المقاومة للماء، كان يتم تجفيف الماسكارا يدويًا لتفادي التلطيخ.

أهم الحيل القديمة لثبات المكياج:

  • رش الوجه بالماء المثلج بعد وضع المكياج.
  • استخدام قطع من القطن تحت العين لامتصاص الزيوت.
  • تقليل الإضاءة المباشرة على الوجه لتفادي الذوبان.

رغم بدائية الأساليب، إلا أن النجمات كن يعلمن أن المفتاح ليس في الكمية بل في الذكاء في الاستخدام.

نجمات على السجادة الحمراء في ذلك الوقت ، منهن:

  • ميشيل مورغان (Michèle Morgan)1946: حازت على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في "La Symphonie Pastorale" خلال المهرجان الأول.
  • بريجيت باردو (Brigitte Bardot) 1956: اعتمدت بريجيت على مكياج العيون السموكي مع أيلاينر مجنح، وأحمر شفاه بلون طبيعي. كانت تستخدم تقنيات مثل وضع طبقات متعددة من الماسكارا وتثبيت المكياج بالبودرة للحفاظ على مظهرها الجذاب طوال اليوم.
  • صوفيا لورين (Sophia Loren) 1959: ظهرت صوفيا بإطلالة أيقونية تميزت بعيون محددة بالكحل الأسود وأحمر شفاه جريء، مع بشرة مخملية. لضمان ثبات المكياج، كانت تستخدم البودرة بكثافة لتثبيت كريم الأساس وتقليل اللمعان.

السبعينات والثمانينات: العصر اللوني وتطور المنتجات

في هذه المرحلة، بدأ المكياج يدخل عالم الألوان الجريئة، وتطور علم التجميل بشكل كبير، وظهر مصطلح "المكياج الدائم المؤقت" لأول مرة، مع منتجات تدوم حتى 8 ساعات.

أهم التغييرات التقنية:

  1. ظهور برايمر بدائي: عبارة عن كريم سميك يملأ المسامات ويمنع امتصاص كريم الأساس.
  2. استخدام مثبت الشعر على الوجه: نعم، كانت بعض خبيرات التجميل يستخدمن رذاذ الشعر الخفيف لتثبيت الطبقات النهائية من المكياج.
  3. الشفاه المحددة بدقة: لضمان عدم تسرب أحمر الشفاه، كانت تستخدم تقنيات التحديد بالفرشاة والطبقات.
    في السبعينات والثمانينات، تألقت نجمات عالميات على سجادة مهرجان كان بإطلالات جمالية جريئة تعكس روح تلك الحقبة، ومن أبرزهن:

نجمات ذلك الوقت ، منهن:

  • إيزابيل أدجاني (Isabelle Adjani): في أواخر السبعينات، اعتمدت مكياجًا ناعمًا يبرز جمال عينيها الزرقاوين، مع بشرة مخملية وثبات عالٍ للمكياج رغم أضواء الكاميرات.
  • غريس جونز (Grace Jones): في الثمانينات، لفتت الأنظار بأسلوبها الجريء، بمكياج درامي وكونتور حاد، استخدمت فيه مستحضرات مقاومة للتعرق والحرارة للحفاظ على ثبات الإطلالة.

التسعينات والألفينات: بداية الثورة الحقيقية

هنا، دخلت كبرى شركات التجميل على الخط، مثل MAC، وMake Up For Ever، وبدأت تقدم منتجات خاصة للسينما والتصوير.

تقنيات جديدة دخلت كواليس كان:

  • الـ Airbrush Makeup: تقنية رش المكياج عبر هواء مضغوط، تستخدم لتغطية كاملة بدون سماكة
  • البرايمر المتخصص: الآن يوجد برايمر للمسام، وآخر للتحكم في الدهون، وثالث للترطيب
  • البودرة الشفافة (Translucent): للتحكم في اللمعان دون تغيير لون المكياج.
  • الـ "Blotting Papers": مناديل مخصصة لامتصاص الدهون دون تحريك المكياج.

حقبة المكياج المقاوم للماء:

في هذه الفترة، أصبح من الشائع أن تكون كل المنتجات مقاومة للماء – كريم الأساس، الماسكارا، الأيلاينر، وحتى أحمر الشفاه. وكانت هذه المنتجات أساسية في ثبات المكياج على السجادة الحمراء طوال الحفل.

نجمات كان هذه الفترة:

اتجهت النجمات في هذه الفترة نحو المكياج الطبيعي مع التركيز على إبراز الجمال الطبيعي بلمسات بسيطة.

أمثلة بارزة:

  • كيت موس (Kate Moss): في عام 1997، اعتمدت كيت على مكياج ناعم بألوان ترابية، مع شفاه بلون نيود. لضمان ثبات المكياج، استخدمت مرطب شفاه قبل اللون، وبودرة خفيفة لتثبيت كريم الأساس.
  • بينيلوبي كروز (Penélope Cruz): في عام 2000، ظهرت بينيلوبي بمكياج سموكي ناعم وأحمر شفاه وردي فاتح. استخدمت تقنية وضع طبقات رقيقة من المكياج وتثبيتها برذاذ التثبيت للحفاظ على مظهر منعش طوال اليوم.

ما يحدث اليوم خلف كواليس مهرجان كان (2020 - 2025)

اليوم، أصبح المكياج في مهرجان كان علمًا مستقلًا. لا يترك أي شيء للصدفة. النجمات وفرقهن يعملن بأسلوب احترافي دقيق، يشمل عشرات العناصر.

الروتين المتبع قبل الحدث:

  • قبل الحدث بـ48 ساعة: ماسكات ترطيب مكثفة، تقشير لطيف، شرب الماء بكثرة.
  • صباح يوم الحدث: لا توضع أي كريمات ثقيلة. يستخدم فقط سيروم خفيف، وبرايمر مدروس.
  • مرحلة التطبيق: تدوم ما بين 90 إلى 150 دقيقة، يتخللها تصوير كل خطوة بالإضاءة الحمراء لمحاكاة أضواء المهرجان.

أسرار الثبات الخفي:

  1. المكياج متعدد الطبقات الذكية: كل طبقة تثبت برذاذ، ثم ينتقل للأخرى.
  2. التثبيت الموضعـي الدقيق: توضع بودرة تحت العينين والأنف والجبهة فقط.
  3. دمج دقيق جدًا باستخدام Beauty Blender مبللة بماء ورد بارد.
  4. رذاذات بثلاث مراحل:

تقنيات حديثة جدًا يستخدم بعضها فقط في مهرجان كان:

  • الميكروفايبر سكين فينيش (Microfiber Skin Finish): تقنية تجعل الطبقة الأخيرة من المكياج تبدو مثل الجلد الحقيقي.
  • السيراميد في البرايمر: يمنع تكسر المكياج حول الفم والعين.
  • أجهزة تبريد الوجه قبل وأثناء المكياج: للتحكم بدرجة حرارة البشرة ومنع إفراز الزيوت.

نجمات العصر الحالي ، منهن:

مع تقدم صناعة التجميل، بدأت النجمات في استخدام مستحضرات وتقنيات حديثة لضمان ثبات المكياج ومظهره الطبيعي.

أمثلة بارزة:

  • ديبيكا بادوكون (Deepika Padukone) 2022: ظهرت ديبيكا بإطلالة جريئة تضمنت أيلاينر مجنح وشفاه حمراء. استخدمت برايمر للوجه والعيون لضمان ثبات المكياج، بالإضافة إلى بودرة تثبيت شفافة للتحكم في اللمعان.
  • ناعومي كامبل (Naomi Campbell) 2024: ظهرت ناعومي بمكياج بسيط يركز على البشرة المتوهجة وشفاه بلون طبيعي.

يمكنك الاطلاع أيضاً على تأثير مهرجان كان على صيحات المكياج العالمية.. من السجادة الحمراء إلى عالم الجمال

قصص من الكواليس: مواقف حقيقية وأسرار لا تعلن

  • في نسخة 2017، إحدى النجمات الفرنسيات الشهيرات فقدت السيطرة على مكياجها بسبب استخدام كريم أساس لم يجرب على حرارة الجنوب الفرنسي، واضطرت إلى إعادة المكياج قبل ساعة من ظهورها.

  • عام ، فنانة المكياج التي عملت مع إحدى نجمات بوليوود استخدمت طبقات من "ماء الأرز المخمر" كتونر طبيعي لشد البشرة قبل وضع المكياج، فكان الثبات مذهلًا.

  • في نسخة 2024، تم استخدام منتج جديد تمامًا لم يطلق تجاريًا بعد، وهو "كريم أساس بخصائص تعديل درجة حرارة البشرة"، وكان هذا سرًا في ثبات مكياج إحدى النجمات التي قضت أكثر من 10 ساعات أمام الكاميرات دون أي تعديل.
    حين تشاهدين النجمات يتألقن بثقة وجمال على السجادة الحمراء، اعلمي أن ما ترينه هو ثمرة عمل جماعي دقيق، يمتد من العناية بالبشرة إلى التركيبة الكيميائية للمنتجات المستخدمة. الأمر ليس مكياجًا فقط، بل هندسة كاملة للبشرة.
    اليوم، كل هذه التقنيات لم تعد حكرًا على النجمات. يمكنك أنت أيضًا تطبيق هذه الأسرار في مناسباتك الخاصة، لتحصلي على مكياج لا يتأثر بالعرق، ولا يذوب تحت الشمس، ولا يتشقق مع الضحك أو الدموع.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سيدتى ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سيدتى ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا