بعد أن كشف مؤخراً عن عدد من أفكار ألعاب الفيديو التي تخلى عنها، بل وحتى فكرة "لعبة النسيان" حيث ينسى البطل تدريجياً معلومات وقدرات مهمة إذا ابتعد اللاعب عن اللعب لفترة طويلة، كشف كوجيما أنه ترك لموظفيه وحدة تخزين USB تحتوي على أفكار لألعاب يمكن تنفيذها بعد وفاته.

فوفقاً لتقرير من موقع VGC، قدم كوجيما هذا الكشف الكئيب لمجلة Edge، وتحدث عن تغيّر في نظرته للحياة حدث أثناء الجائحة.

وأضاف: "لكنني مرضت، ولم أستطع إنشاء أي شيء. ورأيت الكثير من الأشخاص من حولي يفارقون الحياة في ذلك الوقت. واجهت الموت وجهاً لوجه. تعافيت بالطبع، لكن حينها بدأت أفكر: ’مهلاً، كم تبقّى لي من سنوات لأصنع لعبة أو فيلماً؟ ربما تبقّى لي 10 سنوات؟‘".

هذا التقييم الجديد لحياته لم يدفع كوجيما فقط لتولي عدد من المشاريع الجديدة، بل أيضاً لإنشاء وحدة تخزين USB أشبه بـ"وصية"، يأمل أن تساعد في ضمان مستقبل شركة Kojima Productions بعد وفاته.

حيث قال: "أعطيت وحدة تخزين USB تحتوي على كل أفكاري لمساعدتي الشخصية، أشبه بالوصية. ربما يمكنهم الاستمرار في صناعة الأشياء بعد رحيلي في Kojima Productions… هذا أمر يخيفني: ماذا سيحدث لشركتي بعد وفاتي؟ لا أريد لهم أن يكتفوا بإدارة الملكيات الفكرية الحالية فقط".

هذا الأسبوع، نشرت IGN تقريراً حول آراء كوجيما بشأن كيفية استخدام مرور الوقت في الحياة الواقعية ضمن ألعاب الفيديو. لم يعلق كوجيما فقط على الآليات الزمنية التي استخدمها في الألعاب السابقة، بل كشف أيضاً عن مفاهيم لم يستخدمها بعد، بما في ذلك فكرة تخلّى عنها من لعبة Death Stranding 2: On The Beach القادمة.

"فكرت في أن ينمو شعر الشخصيات داخل الألعاب بمرور الوقت. كنت أنوي في لعبة Death Stranding 2 بالأصل أن تنمو لحية سام تدريجياً، ويضطر اللاعب إلى حلاقتها. وإذا لم يفعل سيبدو سام مهملاً. لكن بما أن نورمان ريدوس نجم كبير فلم أرد أن أجعله يبدو غير رائع!"وعلى الرغم من ذلك، قال المخرج إن هذه الفكرة قد يضيفها إلى لعبة أخرى في المستقبل.

كشف كوجيما أيضاً عن ثلاث أفكار لألعاب يُعدّ مرور الوقت في الحياة الواقعية آلية رئيسية فيها. الأولى هي نوع من "لعبة الحياة": "تبدأ اللعبة بميلاد اللاعب، تكون طفلاً، ثم تدريجياً مع مرور الوقت تصبح بالغاً. في اللعبة تحارب أعداء متنوعين. كما في المثال السابق (The End من لعبة MGS3)، إذا واصلت لعب اللعبة ستصبح رجلاً يبلغ من العمر 70 أو 80 عاماً. لكن في هذا العمر ستكون أضعف وستضعف رؤيتك. عندما تكون مراهقاً ستكون قادراً على الجري بسرعة أكبر، ولكن بحلول الوقت الذي تبلغ فيه الستين ستتباطأ قليلاً"، شرح كوجيما، كاشفاً أنه على الرغم من أن شخصيتك ستكون في حالة بدنية أفضل عندما تكون أصغر سناً، فإنها ستمتلك المزيد من المعرفة والخبرة عندما تكبر. هذا التقدّم في العمر سيؤثر على استراتيجيتك في التعامل مع الأعداء. "لكن لا أحد سيشتريها!" أضاف كوجيما، ومع ذلك عبّر الآخرون في البودكاست عن حماسهم لفكرة لعب لعبة "تشبه أسلوب كوجيما".

الفكرة الثانية التي ذكرها هي لعبة تقوم فيها بصنع شيء يحتاج إلى وقت لينضج، مثل الشراب أو الجبن. هذا سيتطلب من اللاعب الاستمرار في اللعب تدريجياً على مدى فترة زمنية طويلة، ويبدو أنها ستعمل كلعبة خلفية/خاملة.

وأخيراً وليس آخراً، اقترح كوجيما فكرة "لعبة النسيان" التي يجب على اللاعب "اللعب فيها بسرعة". في هذا المفهوم ينسى البطل تدريجياً معلومات وقدرات مهمة إذا توقف اللاعب عن اللعب لفترة طويلة. على سبيل المثال، إذا لم تلعب كل يوم سيبدأ البطل في نسيان أشياء مثل "كيفية إطلاق سلاحه أو ما هي وظيفته". يتراكم هذا النسيان حتى لا يعود اللاعب قادراً على الحركة". سيضطر اللاعبون إلى أخذ إجازة لمدة أسبوع من العمل أو المدرسة للعبها"، قال كوجيما ضاحكاً.

إنها فترة مزدحمة للغاية بالنسبة لكوجيما واستوديو Kojima Productions (والآن نعرف السبب!). فإلى جانب Death Stranding 2، يعمل كوجيما على فيلم واقعي من Death Stranding بالتعاون مع استوديو A24، الاستوديو الذي قدّم أفلاماً حائزة على جوائز أوسكار مثل Everything Everywhere All At Once.كما يعمل على لعبة OD لصالح Xbox Game Studios، وعلى مشروع Physint، وهو مزيج من لعبة وفيلم، لصالح شركة Sony.

لا توجد تواريخ إصدار محددة لـ OD أو Physint. وفي الواقع، كشف كوجيما في يناير أن إضراب ممثلي ألعاب الفيديو الجاري أثّر على سير إنتاج كلا المشروعين، لذا قد يمر بعض الوقت قبل أن نسمع أو نرى المزيد.