«بي بي سي»
على مدى الخمسين عاماً الماضية، ازدهر نوع فرعي فريد من الشِّعر في بريطانيا، يتمحور حول جز العشب، وشارك في تشكيله شعراء بارزون مثل فيليب لاركن وأندرو موشن. بحسب دراسة حديثة من جامعة كامبريدج، تعود جذور هذا التقليد الشِّعري إلى القرن السابع عشر، عندما كتب أندرو مارفيل عن استخدام المنجل في قص العشب، مسلطاً الضوء على عنف الحرب الأهلية الإنجليزية.
توضح مؤلفة الدراسة، فرانشيسكا جاردنر من الجامعة، أن هذا النوع من الشِّعْر بلغ ذروته في أواخر القرن العشرين، وتعتقد أن الوقت قد حان لإحيائه. فبالرغم من أن الكتابة عن جز العشب قد تبدو غير متوقعة، فإنها تتيح استكشاف علاقتنا بالطبيعة وبالآخرين. فمارفيل، على سبيل المثال، كتب عن جزازة قتلت طائراً عن غير قصد، معبراً عن هشاشة الحياة أمام القوى المسيطرة كالحروب ودورات الفصول.
في القرن العشرين، استلهم فيليب لاركن من مارفيل وكتب عام 1979 قصيدة «جزازة العشب»، واصفاً كيف قتلت آلته قنفذاً. ورغم إدراكه لفداحة الحادثة، فإن القصيدة تكشف التوتر العميق بين التكنولوجيا والطبيعة، حيث يتحول الفعل البسيط لقص العشب إلى تشبيه قاتم لقسوة الإنسان في محاكاته للطبيعة القاسية.
أما في قصيدة مايكل لاسكي «جزازة العشب» عام (1999)، فإن الآلة تمثل الإهمال الأبوي، حيث يغفل الأب عن أطفاله بينما يركز على قص العشب بإتقان.
وتلفت فرانشيسكا جاردنر إلى أن العشب في الشِّعر البريطاني غالباً ما يُصور كمساحة آمنة ومألوفة، لكنه يحمل في طياته عنفاً كامناً، كما حالة القنفذ عند فيليب لاركن. وتناول شعراء آخرون مثل مارك والدرون هذا الموضوع من زوايا مختلفة فقصيدته «ليتني أحببت جزازات العشب» (2017) تتناول الإدمان والاغتراب.
ولم يقتصر هذا الشِّعر على الكتّاب المعروفين، فقد وجدته فرانشيسكا جاردنر أيضاً لدى هواة جز العشب، مثل قصيدة توني هوبود الساخرة، أو قصيدة بيغي ميلر «رثاء أرملة جزازة العشب» عام (2002)، التي تسخر من هوس الرجال بآلاتهم.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.