فن / ليالينا

كيف ظهر دعم فلسطين في مسابقة "يوروفيجن"؟

في أجواء مشحونة بالتوتر والغضب، شهدت مدينة بازل السويسرية اشتباكات بين قوات الشرطة ومئات المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطينية، وذلك قبيل انطلاق الحفل الختامي لمسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن 2025"، الذي شاركت فيه إسرائيل رغم الحرب المستمرة على غزة، مما أثار موجة اعتراضات محلية ودولية.

اشتباكات بسبب المسار المرفوض

وخلال الحفل المسابقة اعتدى رجال أمن على شخص من الجماهير بسبب داعمه لغزة واعتراضه على غناء الفنانة الإسرائيلية، وتم إخراجه لاحقاً بالقوة من مكان الحفل الذي أقيم في مدينة بازل السويسرية، بينما جاءت التظاهرات في ساحة بارفوسر بلاتز للمطالبة باستبعاد المتسابقة الإسرائيلية يوفال رافائيل من المسابقة في نسختها الـ69.⁣

انطلقت التظاهرات في المدينة العريقة وجاءت كنوع من أنواع الاحتجاج على السماح لإسرائيل بالمشاركة في نسخة هذا العام من المسابقة، والمسابقة تستقطب نحو 160 مليون مشاهد بشكل سنوي من جميع أنحاء العالم، وبحسب وكالة الأنباء السويسرية "ATS كيستون"، فإن المحتجين لم يلتزموا بالمسار الذي حددته الشرطة، مما دفع الأخيرة إلى منعهم من التقدم نحو وسط المدينة.

وبحسب ما أفاد به مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية من موقع الحدث، استخدمت الشرطة رذاذ الفلفل لتفريق المتظاهرين، لكنها لم تلجأ إلى استخدام مدافع المياه، بينما تراجع المحتجون تدريجياً وسط انتشار أمني مكثف.

شعارات سياسية ومواقف حادة

الاحتجاجات شهدت رفع الأعلام الفلسطينية وحرق الأعلام الإسرائيلية والأمريكية، كما اصطف المتظاهرون خلف لافتة ضخمة كتب عليها "متحدون من أجل فلسطين"، في رسالة واضحة رافضة لما وصفوه بـ"تطبيع الفن مع الاحتلال". وردد بعضهم شعارات ضد الحرب على غزة، بينما رفع آخرون لافتات كتب عليها: "غنوا بينما غزة تحترق"، في إشارة إلى المفارقة القاسية بين الأجواء الاحتفالية للمسابقة والمأساة الإنسانية الجارية في القطاع.

وقد بدت تظاهرات بازل محدودة من حيث الأعداد مقارنة بتظاهرات النسخة الماضية من يوروفيجن في مالمو بالسويد عام 2024، والتي شهدت حشوداً ضخمة طالبت بإقصاء إسرائيل عن المنافسة، على خلفية الحرب.

استياء خلال العرض الإسرائيلي

وخلال عرض الإسرائيلية يوفال رافائيل، قوبل بصيحات استهجان من بعض الحاضرين الداعمين لغزة وما يحدث بها، بحسب ما رصده مصورون من وكالة الصحافة الفرنسية. كما تعرضت إحدى بروفاتها للاضطراب بسبب صافرات إنذار أطلقت في القاعة، فيما قام أحد المحتجين بإيماءة عنيفة تشير إلى "قطع العنق" باتجاهها.

إسبانيا تتحدى المنظمين وتدعم فلسطين علناً

في سياق متصل رفضت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسبانية (RTVE) الخضوع لتحذيرات اتحاد البث الأوروبي بعدم التطرق إلى الحرب على غزة أثناء تغطيتها للمسابقة، وقبل لحظات من انطلاق البث الرسمي للمسابقة، عرضت الهيئة رسالة واضحة باللغتين الإسبانية والإنجليزية على خلفية سوداء قالت فيها: "عندما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان؛ فإن الصمت ليس خياراً".

هذه الخطوة جاءت تحدياً لقرار اتحاد البث الأوروبي، الذي وجه رسالة رسمية إلى التلفزيون الإسباني طالباً الامتناع عن "إضفاء الطابع السياسي" على الحدث، مهدداً بفرض غرامات تأديبية. وكان التحذير ناتجاً عن شكوى تقدمت بها قناة "كان" الإسرائيلية إثر تطرق المعلقين الإسبان لأعداد القتلى في غزة خلال ظهور يوفال رافائيل في نصف النهائي.

انتصار فني للنمسا وخطاب إنساني

كما أعلنت النمسا فوزها بالنسخة التاسعة والستين من المسابقة، من خلال حصول المغني الشاب جيه جيه باللقب، كما صرح عقب التتويج: "لا يوجد حب ضائع، هذا يفوق أحلامي، الحب لا يضيع أبداً، علينا أن نجعل الحب أقوى قوة على وجه الأرض"، كما أشاد الجمهور واتفق الكثير من الناقدين بأداء الفنان الذي حصل على اللقب البالغ من العمر 24 عاماً وجاء من فيينا، ويُعد هذا الفوز هو الثالث في تاريخ النمسا بمسابقة يوروفيجن، بعد فوز أودو يورجنز عام 1966، وكونشيتا ورست في 2014.

100 ألف متفرج وحدث دولي في مدينة واحدة

اجتذبت فعاليات يوروفيجن هذا العام نحو 100 ألف شخص حضروا العروض والأنشطة المختلفة في بازل، وسط إجراءات أمنية مشددة. وعلى الرغم من الأجواء الاحتفالية، لم يتمكن الحدث من تجنب الجدل السياسي المتصاعد بسبب الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة، والتي تسببت حتى الآن، بحسب تقارير إعلامية، في استشهاد وإصابة أكثر من 173 ألف فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، مع وجود أكثر من 11 ألف مفقود.

صدى متصاعد داخل أوروبا

جدير بالذكر أن إسبانيا، قد اعترفت بدولة فلسطين رسمياً في 28 مايو 2024، مع اعتراف كل من أيرلندا والنرويج، حيث كانت من أبرز الأصوات الأوروبية التي انتقدت سياسات حكومة بنيامين نتنياهو، كما دعت هيئة الإذاعة الإسبانية قبل انطلاق المسابقة إلى نقاش جاد بشأن استمرار مشاركة إسرائيل في يوروفيجن.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا