تم النشر في: 21 مايو 2025, 7:50 صباحاً كشفت شركة "جوجل" الأمريكية النقاب، لأول مرة، عمّا وصفته بـ"المرحلة التالية من تغييراتها الكبرى لمحرّكات البحث"، التي ستُغيّر من طريقة تعامل الناس بصورة كبيرة مع هذه المحرّكات. جاء إعلان "جوجل" خلال مؤتمرها للمطوّرين والمبرمجين، الذي ركّز بشكلٍ كبيرٍ على تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة التي تجهّزها الشركة. وأبرز هذه التقنيات التي أعلنتها "جوجل" كان "وضع الذكاء الاصطناعي"، الذي سيغيّر من طريقة التعامل مع محرّك البحث "جوجل سيرش". كما أطلقت "جوجل" خلال المؤتمر أيضاً تحديث مساعدها للذكاء الاصطناعي التوليدي "جيميني 2.5". وذكرت الشركة الأمريكية أن عمليات تحديث وتجديد محرّك بحثها ستستمر نحو عامٍ كاملٍ تقريباً، وستغيّر من طريقة حصول الناس على المعلومات، وتُقلل من تدفق حركة الإنترنت إلى مواقع الويب الأخرى. وتتضمّن المرحلة التالية، التي تمّ تحديدُها في مؤتمر جوجل السنوي للمطوّرين، إطلاق خيار "وضع الذكاء الاصطناعي" الجديد في الولايات المتحدة، وتقول الشركة إن هذه الميزة ستجعل التفاعل مع محرّك البحث أشبه بمحادثة مع خبيرٍ قادرٍ على الإجابة عن مجموعة واسعة من الأسئلة. وسيُتاح وضع الذكاء الاصطناعي لجميع المستخدمين في الولايات المتحدة بعد شهرين ونصف فقط من بدء الشركة اختباره مع جمهورٍ محدودٍ من قسم المختبرات. كما أشارت "جوجل" إلى أنها ستقوم بدمج أحدث نموذج للذكاء الاصطناعي "جيميني 2.5" في خوارزميات البحث الخاصّة بها، وستبدأ قريبًا في اختبار ميزات أخرى للذكاء الاصطناعي، مثل إمكانية شراء تذاكر الحفلات تلقائيًا، وإجراء عمليات البحث من خلال بث الفيديو المباشر. نظارات أندرويد في مثالٍ آخر على نهج "جوجل" الشامل في مجال الذكاء الاصطناعي، كشفت الشركة عن خُططها للاستفادة من هذه التقنية لإعادة دخول سوق النظارات الذكية من خلال نظارة جديدة تعمل بنظام "أندرويد إكس آر". يأتي العرض الأولي للجهاز القادم، الذي يتضمن كاميرا تعمل دون استخدام اليدين ومساعدًا صوتيًا للذكاء الاصطناعي، بعد 13 عامًا من إطلاق "جوجل جلاس"، وهو منتجٌ ألغت الشركة طرحه بعد موجة غضب شعبي بسبب مخاوف تتعلّق بالخصوصية. ولم تعلن "جوجل" حتى الآن عن موعد طرح هذه النظارات للأسواق أو تكلفتها، لكنها كشفت أنها ستُصمّم بالشراكة مع "جنتل مونستر" و"واربي باركر". وستتنافس هذه النظارات مع منتج مماثل متوافر بالفعل في السوق من "ميتا" و"راي بان". الذكاء الاصطناعي يأتي هذا التوسع استكمالًا للتحوّل الذي بدأته "جوجل" قبل عام مع طرح ملخصات حوارية تُسمّى "نظرة عامة على الذكاء الاصطناعي"، التي بدأت تظهر بشكلٍ متزايدٍ في أعلى صفحة نتائج البحث، متفوقةً على تصنيفاتها التقليدية لروابط الويب. وفقًا لـ "جوجل"، يتفاعل نحو 1.5 مليار شخص الآن بانتظامٍ مع "نظرة عامة على الذكاء الاصطناعي"، ويُدخل معظم المستخدمين الآن استعلامات أطول وأكثر تعقيدًا. وقال سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة جوجل، أمام حشدٍ غفيرٍ في مدرج بالقرب من مقر الشركة في ماونتن فيو، كاليفورنيا: "يعني كل هذا التقدُّم أننا في مرحلة جديدة من تحوُّل منصة الذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت عقودٌ من البحث الآن حقيقةً واقعةً للناس في جميع أنحاء العالم". ويعكس قرار إتاحة وضع الذكاء الاصطناعي على نطاقٍ واسعٍ بعد فترة اختبار قصيرة نسبيًا ثقة "جوجل" بأن هذه التقنية لن تنشر معلومات مضللة بشكلٍ معتادٍ تشوّه سمعة علامتها التجارية، كما يُقرّ بالمنافسة المتزايدة من خيارات البحث الأخرى المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل "شات جي بي تي" و"بيربليكستي". وبرز الارتفاع السريع لبدائل الذكاء الاصطناعي كموضوعٍ متكررٍ في الإجراءات القانونية التي قد تُجبر "جوجل" على تفكيك أجزاءٍ من إمبراطوريتها على الإنترنت بعد أن أعلن قاضٍ فيدرالي العام الماضي أن محرّك البحث الخاص بها احتكارٌ غير قانوني. وأشارت "جوجل" إلى الاضطراب الناجم عن صعود الذكاء الاصطناعي كأحد الأسباب الرئيسة التي تجعلها مطالبة فقط بإجراء تغييراتٍ طفيفة نسبياً على طريقة تشغيل محرّك البحث الخاص بها؛ لأن التكنولوجيا تُغيّر بالفعل المشهد التنافسي.