من النادر أن يخرج الجمهور من قاعة السينما بعد مشاهدة فيلم من سلسلة “Mission: Impossible” بشعور مختلط بين الملل والإحباط، لكن للأسف، هذا ما حدث مع “The Final Reckoning”. فيلم يُفترض أن يكون تتويجًا لواحدة من أعظم سلاسل الأكشن في تاريخ السينما، لكنه بدلاً من ذلك، يبدو كأنه حوار طويل مع ماضٍ مجيد لم يجد طريقة ذكية للوداع.
منذ البداية، يُمكن ملاحظة التخبط السردي الواضح. القصة لا تمضي قدمًا بقدر ما تدور في حلقة مفرغة. الفيلم لا يتخلص من أي حدث أو لحظة أو حتى مشهد فرعي، بل يحتفظ بكل شيء فقط لإطالة الوقت. يُمكنك الشعور بأن النص مُثقل بتفاصيل بلا فائدة، لمجرد تحقيق شعور زائف بـ”العمق” أو “التهديد الكبير”. لكن النتيجة النهائية هي فيلم مجهد للعين والعقل، لا يقدم جديدًا، ولا يحترم فعليًا إرث السلسلة.
أما العدو، غابرييل، فهو واحد من أضعف الأشرار في تاريخ السلسلة. لا يحمل أي غموض حقيقي، لا يمتلك أهدافًا مثيرة للاهتمام، ولا يُجسد أي تهديد حقيقي يتجاوز مجرد “الشر لأجل الشر”. هو نسخة مكررة من شخصيات شاهدناها مئات المرات، وبلا أي تطوير يجعل ظهوره ضروريًا. حتى اللحظات التي يُفترض أنها تكشف ماضيه أو دوافعه، تأتي سطحية لدرجة تجعل من الصعب حتى تذكر تفاصيلها بعد انتهاء الفيلم.
وربما كان أسوأ ما في “The Final Reckoning” هو الإفراط في استخدام الحوارات المسرحية المعلبة، التي تُقال وكأنها مقتبسة من مونولوجات أدبية لا علاقة لها بسينما الأكشن. لا توجد خفة في الحوار، لا وجود للذكاء الذي ميّز كتابات الأجزاء السابقة، ولا حتى المحاولات المعتادة لإضفاء لمسة إنسانية أو فكاهية على فريق المهمة المستحيلة. كل شيء موجه، ثقيل، ومكرر. تشعر وكأن النص أُعيد كتابته مرارًا دون أي نَفَس إبداعي جديد.
حتى المشاهد التي عادة ما تُنقذ هذه السلسلة من السقوط – مشاهد الأكشن والمطاردات – جاءت أقل حماسة. نعم، توم كروز ما زال يُصر على تنفيذ مشاهده بنفسه، وهذا موضع تقدير دائمًا. لكن التنفيذ لم يكن مذهلاً كفاية ليعوض الملل السردي، ولا متجددًا ليُعيد شحن السلسلة بلحظة ختامية لائقة. وكأن كل لحظة جيدة في الفيلم، موجودة فقط لأنها تذكّرنا بما سبق – وليس لأنها ذات قيمة في هذا العمل تحديدًا.
اللافت هنا، أن كل ما يُمكن أن يُعتبر إيجابيًا في “The Final Reckoning” هو إرث ما قبله. تشعر طوال الفيلم أنك مشدود فقط لما مثّله إيثان هانت في أفلامه السابقة، لا لما يقدمه الآن. هناك لحظات يُفترض أن تكون درامية، أو وداعية، لكنها لا تعمل إلا إذا كنت عاطفيًا تجاه الماضي – لا الحاضر.
الإخراج، رغم الجهد الواضح في بعض اللقطات، يعاني من تكرار بصري واضح. المشاهد تتشابه في الزوايا، الإضاءة، وأسلوب التقطيع، وكأن الفيلم يعتمد على قوالب جاهزة تم سحبها من الأجزاء السابقة. حتى مشهد النهاية – الذي من المفترض أن يكون تتويجًا – جاء مفككًا، بلا إحساس بالختام، وكأن هناك جزء آخر قادم سيُكمل ما لم يستطع هذا الفيلم قوله.
في المجمل، “Mission: Impossible – The Final Reckoning” فيلم لا يخون فقط توقعات الجمهور، بل يخون نفسه وتاريخه. هو النهاية التي لم يكن أحد ينتظرها، والتي لن يتذكرها أحد كختام ملحمي، بل كدرس في كيف لا تُنهي سلسلة عظيمة. لا نغفل أن هناك لحظات سينمائية جميلة، لكنها لحظات لا تعود لهذا الفيلم، بل تستمد قوتها من أفلام سبقت، ومخرجين كتبوا المجد بعناية أكبر.
فيلم “The Final Reckoning” فشل في منح سلسلة “Mission: Impossible” نهاية تليق بها. قصة مشتتة، عدو بلا طعم، أداء غارق في الرتابة، وحوارات مسرحية لا تخدم السياق. هو فيلم يتكئ على ماضيه أكثر من أن يصنع مستقبله، ويترك الجمهور بحسرة على ما كان يمكن أن يكون.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.