•• حين بدأت كتابة هذه المقالة كنت ألوذُّ بصمتٍ معدني كثيف.. أما لماذا؟، فلأن الأشياء الجميلة مثل الثروة.. إذ أعيش هذه الأيام عذوبة الكتابة عن الصور الخدمية من بلادي لقاصدي الحرم.. أعيش بريق أريج مدهش من أرض يبادر أهلها كالمطر لخدمة كل من قدم للحج.. أولئك الرجال والنساء خدَّام الحرم قليلو الكلام كثيرو العمل؛ لا ينقض عهودهم لخدمة الحاج إلا الموت.•• بلادٌ حباها الله إيماناً وأمناً ينحني أبناؤها بحثاً عن الدفء لملايين البشر.. وتحت نافورة هوس التفاصيل الصغيرة، وشلال زرع السعادة؛ سهام ابتسامة يطبعها كل سعودي على روح كل حاج ووجدانه.. قصص لا تنتهي لكفاءات وطنية خدمية متميزة توزع الفرحة على الحجاج دون حساب.. حكايات سوف ترويها الجدات لأحفادهن، وكل حكاية فيها غرسة إنسان سعودي.. إنه ذلك الاختبار الإلهي لبلادي وأهلها.•• لله درك يا وطني؛ تتحول بالكامل في كل موسم للحج إلى بيت للحاج.. ففي وقت تبتهج فيه شعوب الأمة الإسلامية بعيد الأضحى، نبتهج نحن بخدمة ملايين الحجاج.. شيوخ وشباب ينهضون من فُرُشِهم صباحاً ليبدأوا يومهم بنوبة خدمة شاقة لا تنتهي إلا في الثلث الأخير من الليل.. لا شيء يكسر ضجيج العمل الكَؤُود لرجال ونساء بلادي إلا سويعات راحة قبيل الفجر.•• يجمع بلادنا ومتلمِّس الحج؛ قصة غرام في حب الحرمين الشريفين.. ناسك يأتي إلى هنا ليعوِّض زمناً مسروقاً سلبته منه مشاكل الحياة.. أحاسيس عذبة تأخذ ذلك الحاج إلى مكة العتيقة وبيتها العتيق.. وقلوب صافية شوقاً إلى المدينة النبوية ومسجدها النبوي.. بلد يركض أهله ويلهثون في خدمة قاصدي الحرم.. يأتي احتفاء البلد الأمين ودار الأبرار بوفود الرحمن في نزعة شبقة لم يلوثها شيء. أخبار ذات صلة