المدينة المنورة - محمود عبد الراضي

فى مشهدٍ يمزج بين الإيمان والتاريخ، زار الحجاج المصريون جبل الرماة فى محيط جبل أحد بالمدينة المنورة، حيث تعود الذاكرة الإسلامية إلى واحدة من أكثر المعارك تأثيرًا فى السيرة النبوية، معركة أُحد.

فوق هذه البقعة التى احتضنت أحداثًا صنعت الوعى الإسلامى الأول، وقف الحجاج يستعيدون تفاصيل تلك اللحظة الفارقة بين النصر والابتلاء.

جبل الرماة، المعروف أيضًا بجبل عينين، لا يتجاوز ارتفاعه 15 مترًا، إلا أن رمزيته ترتفع عاليًا فى ذاكرة الأمة.
هنا وقف خمسون من الرماة بأمر من النبى محمد صلى الله عليه وسلم لحماية ظهر المسلمين من التفاف الأعداء.
وهنا أيضًا وقع التحول حين غادر بعضهم مواقعهم، مما مهد لهجوم كاد يبدد النصر ويثقل الجراح.

الحجاج المصريون، رجالًا ونساءً، تسابقوا إلى الصعود على الجبل، وكأنهم يسيرون فوق صفحات التاريخ، البعض وقف متأملًا، والآخر قرأ ما تيسر من القرآن، فيما اكتفى البعض بالدعاء فى سكون، يلفهم شعور بالرهبة والخشوع.
لم تكن الزيارة مجرد توقف سياحى، بل كانت وقفة مع الذات، تذكرة بمعانى الثبات والطاعة والتضحية.

وقد أعرب العديد من الحجاج عن تأثرهم البالغ بالمكان، وحرصهم على نقل هذه اللحظة لأسرهم وأبنائهم.
بعضهم صرّح أن زيارة جبل الرماة أيقظت فيهم مشاعر لا توصف، لأنها تربطهم مباشرة بأحداث عظيمة شهدها الصحابة بأجسادهم وقلوبهم.

تأتى هذه الزيارة ضمن برنامج الزيارات التاريخية التى تنظمها بعثة الحج المصرية بالتنسيق مع الجهات السعودية، والتى تهدف إلى تعريف الحجاج بأهم المعالم الدينية والتاريخية، وتعميق الوعى بالسيرة النبوية من خلال معايشة المواقع ذات القيمة الروحية.