اقتصاد / صحيفة الخليج

المحكمة الأمريكية العليا تحمي «الاحتياطي الفيدرالي» من سياسات ترامب

حمت المحكمة العليا الأمريكية الاحتياطي الفيدرالي من مساعي دونالد ترامب لإقالة كبار المسؤولين في الوكالات الفيدرالية المستقلة، في قرار يُرجّح أن يُبدّد المخاوف من احتمال إقالة الرئيس جيروم باول.

وفي حكمٍ صدر الخميس، سمح لترامب بإقالة مسؤولين في وكالتين أخريين، قالت المحكمة إن قرارها لا ينطبق على الاحتياطي الفيدرالي، واصفةً إياه بأنه «كيانٌ شبه خاصّ ذي هيكل فريد».

ويُوفّر هذا القرار قدرًا من الوضوح بشأن أمن باول الوظيفي بعد فترة من عدم اليقين. أرسل ترامب الشهر الماضي إشاراتٍ متضاربة، حيث نشر في 17 إبريل/نيسان أن «إنهاء خدمة باول لا يُمكن أن يتمّ بالسرعة الكافية!» قبل أن يُصرّح للصحفيين في 22 إبريل/نيسان بأنه «لا ينوي إقالته».

ويعني هذا الحكم غير المُوقّع، الذي يُوافق على طلب ترامب، أن عضوة المجلس الوطني لعلاقات العمل، غوين ويلكوكس، وعضوة مجلس حماية أنظمة الجدارة، كاثي هاريس، لا يُمكنهما العودة إلى وظائفهما في ظلّ استمرار طعونهما القانونية.

ويُمدد هذا القرار أمرًا مؤقتًا أصدره رئيس المحكمة العليا جون روبرتس في 9 إبريل/نيسان، عندما سمح لترامب بإقالة المسؤولين وتجاوز الحماية الوظيفية التي وضعها الكونغرس لكلا المنصبين لعزلهما عن سيطرة البيت الأبيض. وكان ويلكوكس وهاريس، وكلاهما ديمقراطي، قد جادلا بأن السماح لترامب بإقالتهما سيُعرّض باول للخطر، إلى جانب استقلالية الاحتياطي الفيدرالي.

وقالت المحكمة في أمرها غير الموقع إنها لا تتفق مع ادعاء ويلكوكس وهاريس بأن «الحجج في هذه القضية تُشير بالضرورة إلى دستورية حماية الإقالة المُبرّرة لأعضاء مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي أو غيرهم من أعضاء لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية».

وأضافت المحكمة أنها لم تُصدر قرارًا نهائيًا في قضيتي ويلكوكس وهاريس نظرًا لأن الدعوى لا تزال في مراحلها الأولى. لكن الأغلبية قالت إن الرئيس «يجوز له إقالة المسؤولين الذين يمارسون السلطة التنفيذية دون سبب، مع مراعاة استثناءات محدودة». في حين أن القرار يحمي الاحتياطي الفيدرالي، فمن المرجح أن يعزز قدرة ترامب على إقالة مسؤولين في وكالات أخرى، بما في ذلك لجنة التجارة الفيدرالية ولجنة الاتصالات الفيدرالية. وتدافع الإدارة بشكل منفصل ضد دعوى قضائية رفعها اثنان من مفوضي لجنة التجارة الفيدرالية طردهما ترامب.

وتختبر هذه القضية حكمًا صادرًا عن المحكمة العليا عام 1935، يُعرف باسم «منفذ همفري»، والذي سمح للكونغرس بحماية كبار المسؤولين من الإقالة، مما مهد الطريق أمام الوكالات المستقلة التي تنتشر الآن في جميع أنحاء الحكومة الأمريكية.

انتقد القرار بشدة

وكتبت القاضية إيلينا كاغان، نيابةً عن ثلاثة قضاة ليبراليين معارضين، انتقدت قرار المحكمة بالسماح بالإقالات ووصفته بأنه «استثنائي»، قائلةً إنه «يسمح للرئيس بإلغاء قرار همفري بأمر قضائي». وأضافت أن القرار أجبر الأغلبية على إنشاء «استثناء مخصص للاحتياطي الفيدرالي».

وقالت كاغان: «يسرني سماع ذلك، ولا أشك في نية الأغلبية تجنب تعريض الاحتياطي الفيدرالي للخطر». لكنها أضافت: «إذا كانت الفكرة هي طمأنة الأسواق، لكان النهج الأبسط - والأكثر قانونية - هو رفض طلب الرئيس بوقف استمرار سلطة همفري».

وينتظر مراقبو الاحتياطي الفيدرالي بفارغ الصبر قرار المحكمة العليا لمعرفة ما إذا كانت ستدعم استثناءً للبنك المركزي.

وبلغت انتقادات ترامب للاحتياطي الفيدرالي لعدم خفضه أسعار الفائدة وتهديداته بإقالة باول ذروتها في الأسواق الشهر الماضي عندما أدت تصريحات الرئيس المتكررة إلى تفاقم هبوط السندات. بعد إصرار ترامب على أنه لا يخطط لإقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي، هدأت الأسواق.

وأصر باول، مرارًا وتكرارًا على أن إقالته ستكون غير قانونية، وقال في إبريل/نيسان إنه لا يعتقد أن حكم المحكمة العليا في قضيتي المجلس الوطني لعلاقات العمل (NLRB) ومجلس معايير الخدمة العامة (MSPB) سينطبق على الاحتياطي الفيدرالي. (بلومبيرغ)

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا