تم النشر في: 26 مايو 2025, 8:14 مساءً يُعد العدل والإنصاف من أبرز الصفات التي تميز القائد الناجح، فهو الميزان الذي يضبط به علاقاته مع فريقه، ويضمن من خلاله التعامل المتساوي مع الجميع دون تحيز أو محاباة. عندما يشعر الموظفون بأنهم يُعاملون بعدالة، فإن ذلك ينعكس إيجابيًا على ولائهم للمنظمة، ويعزز من روح الانتماء لديهم، مما يخلق بيئة عمل إيجابية قائمة على الثقة والاحترام المتبادل. والقائد العادل لا يتخذ قراراته بناءً على العواطف أو العلاقات الشخصية، بل يزن الأمور بميزان الموضوعية والحق، ويُصغي لكل الأطراف، ويمنح كل فرد فرصته الكاملة للتعبير عن رأيه أو الدفاع عن موقفه. كما أن العدل لا يقتصر فقط على توزيع المهام أو المكافآت، بل يمتد إلى تقييم الأداء، وتقديم فرص التطور والنمو بشكل منصف لجميع أفراد الفريق. إن العدالة في القيادة تزرع الطمأنينة في نفوس الفريق، وتجعلهم يشعرون بأن جهودهم مقدّرة، وأن ما يُقدَّم من إنجازات لن يضيع سدى، مما يدفعهم لبذل المزيد من الجهد والعطاء، كما أن القائد الذي يتحلى بالعدل، يضرب أروع الأمثلة في الأخلاق المهنية، ويؤسس لثقافة تنظيمية راقية تُشجع على النزاهة والاحترام والعمل الجماعي. كما أن القائد المنصف هو القادر على معالجة النزاعات داخل الفريق بموضوعية، وإعادة الأمور إلى نصابها دون أن ينحاز لطرف على حساب الآخر، وهذا ما يرسخ ثقافة الحوار والتسامح ويقلل من التوترات الداخلية. من وجهة نظري، أرى أن العدل والإنصاف هما جوهر القيادة الأخلاقية. فالقائد العادل يربح قلوب فريقه قبل عقولهم، لأنه يجعلهم يشعرون بأنهم جزءٌ حقيقي من القرار والنجاح، كما أنني أؤمن أن العدالة ليست مجرد سلوك لحظي، بل هي مبدأ يجب أن يُمارس باستمرار، حتى في أصعب اللحظات، لأن الاختبار الحقيقي للقائد هو عندما يستطيع أن يكون منصفًا رغم الضغوط والمغريات. ويبرز هذا المفهوم جليًا في شخصية صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، أمير منطقة تبوك، فمن خلال متابعته الدقيقة لشؤون المنطقة، يتجلى حرصه على تحقيق العدالة والإنصاف بين المواطنين في المشاريع والخدمات المقدمة، نرى ذلك في حرص سموه على سماع شكاوى المواطنين بنفسه، وتوجيهه الدائم للمسؤولين بمعاملة الجميع على قدم المساواة، سواء في الدعم الاجتماعي، أو الفرص الاستثمارية، أو حتى في توجيه الخدمات الأساسية إلى كافة المحافظات دون تمييز. لقد رسّخ الأمير فهد بن سلطان نموذج القائد الذي يُنصف الجميع، ويضع مصلحة المواطن فوق كل اعتبار، وقد انعكس ذلك في الصورة الإيجابية التي يحملها أهالي تبوك تجاه قيادتهم، والتي تُترجم على أرض الواقع بتعاون مجتمعي واضح، وتفاعل كبير مع برامج التنمية في المنطقة. ولا شك أن سموه بتطبيقه لمبدأ العدل والإنصاف، قد ساهم في بناء مجتمع متماسك يثق بقيادته، ويشعر أن لكل فرد فيه مكانة وقيمة. وهذا ما يؤكد أن العدل ليس فقط قيمة أخلاقية، بل هو استراتيجية فعالة لصناعة النجاح على المدى الطويل. في الختام، يمكننا القول إن القائد العادل لا يصنع فقط بيئة عمل متوازنة، بل يبني فريقًا قويًا متماسكًا يشعر كل أفراده بأنهم جزءٌ أساسي من المسيرة، وعندما نرى العدالة مجسدة في قادة مثل أمير منطقة تبوك، ندرك أن القيادة ليست سلطة، بل مسؤولية وأمانة تُمارس بحكمة وإنصاف.