كتبت فاطمة ياسر
الثلاثاء، 27 مايو 2025 04:00 صكشفت دراسة علمية حديثة، نُشرت في دورية Nature، عن تطور مذهل في فهمنا لكيفية تغيّر الدم مع التقدم في العمر، وذلك من خلال استخدام تقنية أشبه بـ"الباركود" المطبوع داخل الحمض النووي. ووفقاً للباحثين من مركز تنظيم الجينوم في برشلونة، فإن هذا "الباركود الجيني" يتيح تتبّع تطوّر الخلايا الجذعية الدموية عبر الزمن، مما يساعد في فك شيفرة الشيخوخة البيولوجية للدم.
الدراسة أوضحت أنه مع التقدم في العمر، يبدأ عدد قليل من الخلايا الجذعية الدموية في الهيمنة على إنتاج خلايا الدم، وهي الظاهرة التي يُطلق عليها اسم "الاستنساخ الدموي" أو clonal hematopoiesis. ويبدأ هذا التغير في الظهور بوضوح عند سن الخمسين، ليصبح شبه شامل بحلول سن الستين، ما يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في تنوع الخلايا الجذعية المسئولة عن تجديد الدم.
ويُعدّ هذا التراجع في التنوع الخلوي من العوامل الأساسية التي تُسهم في ما يُعرف بـ"الالتهاب المرتبط بالتقدم في السن" أو inflammaging، وهي حالة التهابية مزمنة خفيفة ترتبط بأمراض متعددة مثل أمراض القلب والسكري وأنواع مختلفة من السرطان. فمع سيطرة عدد محدود من "النسخ" الخلوية على تجديد الدم، يتزايد إنتاج نوع معين من الخلايا المناعية المعروفة بالخلايا النخاعية، والتي تميل إلى إثارة استجابات التهابية أكثر من الخلايا اللمفاوية.
استخدم الباحثون تقنيات متطورة لتحليل التسلسل الجيني على مستوى الخلية المفردة، مما مكّنهم من تتبّع السلالة الجينية لكل خلية جذعية، وكيفية تطورها عبر الزمن، تماماً كما يمكن تتبّع المنتج عبر مساره باستخدام رمز الباركود.
وتفتح هذه النتائج الباب أمام إمكانيات طبية جديدة، من بينها تطوير اختبارات دم قادرة على رصد العلامات المبكرة للشيخوخة أو الأمراض المرتبطة بها، إضافة إلى ابتكار استراتيجيات تدخلية لاستعادة تنوع الخلايا الجذعية أو منع الاستنساخ الخلوي المفرط.
الدراسة تسلط الضوء على أهمية الدم ليس فقط كوسيلة للتشخيص، بل أيضاً كمرآة حيوية تعكس أعماق التغيرات التي تطرأ على الجسم مع الزمن. وتُعدّ هذه التقنية خطوة واعدة نحو طب شخصي يستند إلى البصمة الجينية والبيولوجية لكل فرد.
باركود شيخوخة الدم
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.