رسالة مكة المكرمة - محمود عبد الراضي

يواصل برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة تقديم خدماته المتميزة لضيوف الرحمن، في مشهد إنساني يعكس مستوى الحفاوة والرعاية التي تحرص عليها المملكة لضيوفها القادمين من مختلف أنحاء العالم.

البرنامج الذي تُشرف على تنفيذه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، يشكّل أحد أبرز أوجه العناية الرسمية بالحجاج، من خلال منظومة متكاملة من الخدمات التي تبدأ منذ لحظة وصول الضيوف إلى الأراضي السعودية وحتى الانتهاء من أداء مناسكهم.

يرافق ضيوف البرنامج طواقم عمل مدرَّبة تراعي احتياجاتهم المختلفة، سواء على الصعيد الصحي أو اللغوي أو الثقافي، لضمان تجربة روحانية سلسة وآمنة.

وتتوزع هذه المهام على 14 لجنة متخصصة تعمل بتناغم كامل لتقديم الرعاية والخدمات، بما يلبّي احتياجات الحجاج بشكل شخصي ومباشر.

وقد أعدّ البرنامج مجموعة من الترتيبات التي تشمل توفير سكن مريح قريب من الحرم، وتنقلات منظمة، إلى جانب رعاية طبية على مدار الساعة ووجبات مصممة لتراعي الخصوصيات الصحية والغذائية لضيوف الرحمن.

كما تشمل الخدمات توفير مترجمين بعدة لغات، لضمان تواصل فعّال بين الفرق الميدانية والحجاج، بما يضمن فهم التعليمات وتلقي الدعم في أي وقت.

وإلى جانب ذلك، يتيح البرنامج للمشاركين زيارة عدد من المواقع والمعارض ذات الطابع الديني والتاريخي، أبرزها معرض القرآن الكريم، ومصنع كسوة الكعبة، ما يمنح الضيوف فرصة التفاعل مع الإرث الروحي العميق للمكان.

هذا العام، استضاف البرنامج 2443 حاجًا وحاجة من أكثر من 100 دولة، ما يجسد تنوع الأمة الإسلامية، ويبرز حرص المملكة على احتضان الجميع دون تمييز.

وقد وفّر البرنامج لهؤلاء الحجاج تجربة إيمانية متكاملة، توفّرت فيها جميع متطلبات الراحة والسكينة، ضمن نموذج تنظيمي وإنساني يعكس خبرة المملكة الطويلة في إدارة شؤون الحج، وحرصها الدائم على تطوير مستوى الخدمات عامًا بعد عام.

وتأتي هذه الجهود تنفيذًا لتوجيهات القيادة السعودية، التي تضع خدمة الحجاج والزوار في صدارة أولوياتها، وتجسيدًا لرؤية المملكة التي تسعى إلى تقديم أرقى صور الرعاية لضيوف الحرمين الشريفين. فالمملكة لا تكتفي بتوفير الخدمات الأساسية، بل تسعى إلى خلق تجربة روحانية متكاملة تعبّر عن قيمها في حسن الضيافة، والحرص على راحة الإنسان، والإخلاص في أداء الواجب تجاه شعيرة من أعظم شعائر الإسلام.