05 يونيو 2025, 12:56 مساءً
تحتفظ حارات مكة المكرمة القديمة بذكرياتها في استقبال حجاج بيت الله الحرام، وتقديم واجب الضيافة لهم بسقيا ماء زمزم والأطعمة، حيث تُعدُّ هذه الحارات جزءًا أساسيًا من الهوية المكية، ومؤثرة بشكل كبير في تجربة ضيوف الرحمن، وعلى الرغم من التطور العمراني والتحديث الذي شهدته المدينة، إلا أن هذه الحارات تبقى جزءًا من تاريخها وتراثها التي يتوافد عليها المسلمون من جميع أنحاء العالم أثناء أداء مناسك الحج، ويجسد ذلك مدى ارتباط مكة بالحج على مر العصور.
وتمثل هذه الحارات بيئة اجتماعية وثقافية عريقة، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بموسم الحج، حيث كانت مركزًا للتجارة والنشاط الاجتماعي، إضافة إلى قربها من المسجد الحرام، مما يجعلها محورية في حركة الحجاج الذين كانوا يتجمعون فيها قبل وبعد أداء مناسك الحج، إلى جانب دورها الكبير في استقبال الحجاج وتوفير المأوى والراحة لهم، والقيام بواجبات تطوعية من قبل سكان هذه الحارات في توجيه الحجاج وإيصال التائهين منهم إلى مقار سكنهم ووجهتهم التي يريدونها.
وفيما يتعلق بالنمط الاجتماعي، كان يغلب على هذه الحارات التواصل الثقافي والاجتماعي، كونها أماكن تلتقي فيها ثقافات مختلفة، مما جعلها مركزًا لتبادل الأفكار والعادات بين الحجاج من مختلف البلدان، فكانت تستقبل الحجاج في الأماكن التي كانوا يتجمعون فيها قبل الذهاب إلى المشاعر المقدسة في منى وعرفات؛ ليشارك أهالي الحارات بفتح بيوتهم لاستضافة الحجاج في الفترة التي تسبق أيام الحج، وهذا الترحيب كان جزءًا من تقاليد الضيافة التي يتميز بها أهل مكة، وبالأخص في موسم الحج.
وكانت تحتضن هذه الحارات الأسواق التي يتبضعون منها الحجاج واقتناء احتياجاتهم في إطار رحلتهم الإيمانية، وبعد انتهاء الحجاج من مناسكهم ومغادرتهم لمكة، يقدم لهم الأهالي هدايا مشهورة في مكة مثل: الحمص، وحلوى مشهورة بـ "طبطاب الجنة"، والسجاجيد، والسبح، والمساويك.
وعرفت حارات مكة بعمارتها التقليدية التي كانت مصممة لتتكيف مع مناخ المدينة، باعتماد المنازل على بنايتها بالحجارة والطين، والشوارع الضيقة التي تُساعد على التظليل في فترات الحر، حيث مازالت ذاكرة الحجاج تحتفظ بهذه الآثار العتيقة التي ما زالوا يحملون عبق ماضيها، والحياة البسيطة التي كانت تسود تلك الحارات.
واهتمت جامعة أم القرى بتاريخ حارات مكة القديمة، التي شهدت تغيرات كبيرة مع مرور الوقت، وتوسع المدينة، ولكنها لا تزال تحمل في طياتها تاريخًا طويلًا من العادات والتقاليد التي تتعلق بالحج، كما تدلل الدراسات التاريخية، على أن الحارات القديمة في مكة المكرمة، كانت تقع ضمن نطاق ضيق حول المسجد الحرام، وتتوزع في محيطه، متميزة بشوارع وأزقة ضيقة، جعلها تسهم في إيجاد جو من الخصوصية والحميمية بين السكان، بل واشتهرت هذه الحارات بتقديم أنواع الطعام المميزة التي يتم تحضيرها خصيصًا للحجاج، مثل: التمر، والعصائر، واللبن، والعديد من الأطعمة المحلية التي كانت تُقدم أثناء موسم الحج.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.