مرصد مينا

قال وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، يوم الخميس، إن ألمانيا ستواصل إمداد إسرائيل بالأسلحة، مؤكداً في الوقت ذاته استبعاد بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية في المرحلة الحالية.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عُقد في برلين بحضور نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر، حيث قال فاديفول: “يتعين على برلين مواصلة إمداد إسرائيل بالأسلحة للدفاع عن نفسها”، مشيراً إلى أهمية استمرار الدعم العسكري لأحد أبرز حلفاء ألمانيا في المنطقة.

وفيما يتعلق بمسألة الاعتراف بدولة فلسطينية، اعتبر الوزير أن هذه الخطوة يجب أن تتم في إطار مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، موضحاً:
“ينبغي إنجاز هذه العملية في إطار مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين قبل أن نعترف بدولة فلسطينية، ونرى أن اعترافاً بدولة فلسطينية الآن سيكون مؤشراً خاطئاً”، على حد قوله.

وأشار الوزير أيضاً إلى أن المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، يخطط لزيارة إسرائيل خلال العام الجاري، في مؤشر على استمرار التنسيق الوثيق بين البلدين.

ورغم ذلك، انتقد الوزير الألماني ممارسات إسرائيل في قطاع غزة، ودعا إلى ضرورة السماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مضيفا أن “هذا هو أيضا القانون الدولي السائد”.

كما استنكر فاديفول إعلان الحكومة الإسرائيلية السماح ببناء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، قائلا إن ذلك يزيد من التهديدات المحدقة بحل الدولتين.

تصدير الأسلحة لإسرائيل

تأتي تصريحات فاديفول بعد أن كشفت بيانات رسمية أن ألمانيا صدرت أسلحة ومعدات عسكرية لإسرائيل بقيمة تقارب نصف مليار يورو منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023 وحتى مايو 2025.

جاء ذلك في رد وزارة الاقتصاد الألمانية على طلب إحاطة من الكتلة البرلمانية لحزب “اليسار”، حيث أُعلن أن إجمالي قيمة الصادرات العسكرية إلى إسرائيل بلغ 485.1 مليون يورو خلال هذه الفترة.

وفي وقت سابق من يونيو الجاري، أبدى فاديفول تحفظه على إمكانية إصدار تراخيص جديدة لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل، لا سيما في ظل التطورات الأخيرة في قطاع غزة، مشيراً إلى أن عمليات التصدير ستخضع لمراجعة دقيقة، خاصة من ناحية توافقها مع القانون الإنساني الدولي.

وأضاف:”بناءً على هذه المراجعة، سنقرر ما إذا كان سيتم الموافقة على تسليم المزيد من الأسلحة إذا دعت الحاجة.

وكان استطلاع للرأي أجرته مؤسسة “إنسا” لقياس مؤشرات الرأي، بتكليف من منظمة “آفاز” الدولية، نشرت نتائجه هذا الأسبوع قد أظهر أن غالبية المواطنين الألمان تؤيد تعليق توريد الأسلحة إلى إسرائيل، في ظل الحرب المستمرة في قطاع غزة.

بحسب نتائج الاستطلاع، أعرب 58% من المشاركين عن تأييدهم لوقف مؤقت لتصدير الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل، فيما عارض 22% هذا التوجه، بينما لم يحدد 19% من المشاركين موقفهم تجاه القضية.