كتبت هبة السيدالجمعة، 06 يونيو 2025 04:00 م مع إعلان بدء خدمات الجيل الخامس للمحمول في مصر، أثيرت تساؤلات عديدة بين المستخدمين بشأن مدى أهمية اقتناء هواتف تدعم التقنية الجديدة، وما إذا كانت أجهزتهم الحالية ستفقد قيمتها تدريجيًا، إلا أن المتخصصين يؤكدون أن خدمات الجيل الخامس لا تقتصر على الاستخدام الفردي أو تسريع الإنترنت، بل تمثل خطوة استراتيجية نحو تطوير البنية التحتية الرقمية، وركيزة أساسية لدعم التحول في قطاعات الصناعة، الزراعة، الرعاية الصحية، والتعليم. س:هل يشترط امتلاك هاتف يدعم الجيل الخامس للاستفادة من التقنية؟ ج:لا، إذ إن التأثير الحقيقي لتقنيات الجيل الخامس لا يقتصر على الهواتف الذكية، بل يمتد إلى القطاعات الإنتاجية والخدمية، فحتى في حال استخدام هاتف لا يدعم شبكات الجيل الخامس، سيشعر المستخدم بآثار هذه التقنية من خلال تحسن جودة الخدمات العامة وتطور البنية التحتية التي تديرها الدولة والقطاع الخاص. س:هل تقتصر أهمية الجيل الخامس على السرعات العالية؟ ج:السرعات الكبيرة التي توفرها شبكات الجيل الخامس تعد إحدى مزاياها الظاهرة، حيث تصل سرعة التحميل إلى أكثر من 1 جيجابت في الثانية، لكن الأهمية الحقيقية تكمن في قدرة هذه الشبكات على إدارة مليارات الأجهزة المتصلة في نفس اللحظة، بزمن استجابة منخفض جدًا، وهو ما يفتح آفاقًا جديدة لتطبيقات إنترنت الأشياء، وأنظمة المراقبة الذكية، والعمليات المؤتمتة. س: ما دور الجيل الخامس في تطوير القطاع الصناعي؟ ج: توفر شبكات الجيل الخامس أساسًا للمنشآت الصناعية لتشغيل خطوط الإنتاج بكفاءة أعلى، من خلال تمكين التواصل اللحظي بين الآلات، ومراكز التحكم وأنظمة التشغيل، كما تساهم في تقليل الأعطال، وتحسين إدارة سلاسل التوريد، وتوفير إمكانيات التشغيل الآلي عن بعد، بما يتماشى مع معايير الثورة الصناعية الرابعة. س:كيف تستفيد الزراعة من الجيل الخامس؟ ج:في القطاع الزراعي، تتيح شبكات الجيل الخامس تشغيل أنظمة الزراعة الذكية المعتمدة على أجهزة استشعار متصلة بالإنترنت لمراقبة حالة التربة والرطوبة ودرجات الحرارة، وتساعد هذه التقنية على إدارة أنظمة الري والتسميد بشكل فوري وآلي، بما يؤدي إلى تحسين الإنتاجية وترشيد استهلاك الموارد. س: وماذا عن دور الجيل الخامس في التعليم؟ ج:يساهم الجيل الخامس في تمكين أنظمة التعلم عن بعد من خلال دعم تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز، وبث المحتوى التعليمي بجودة عالية دون تأخير، كما يتيح للطلاب خوض تجارب تعليمية تفاعلية في بيئات محاكاة افتراضية، ما يعزز من جودة التعليم ويسهم في سد الفجوة الرقمية. س: هل يمكن فعليًا إجراء جراحات عن بعد عبر الجيل الخامس؟ ج: نعم، تعد الجراحة عن بعد أحد أبرز التطبيقات المتقدمة لشبكات الجيل الخامس، نظرًا لقدرتها على ضمان زمن استجابة فائق السرعة، يسمح للطبيب بالتحكم في روبوت طبي موجود بمكان مختلف لإجراء عمليات دقيقة، وتساعد هذه الإمكانيات في توفير الرعاية الصحية في المناطق النائية، وتوسيع نطاق الخدمات الطبية المتخصصة. س: كيف تسهم الشبكات الجديدة في دفع الاقتصاد؟ ج: تعمل شبكات الجيل الخامس على تسريع التحول الرقمي للقطاعات المختلفة، ما يؤدي إلى رفع كفاءة الإنتاج، وتحسين جودة الخدمات، وخلق فرص عمل جديدة قائمة على التكنولوجيا، وهي عناصر أساسية لتعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة. لهذا امتلاك هاتف يدعم الجيل الخامس ليس شرطًا للاستفادة من التقنية، بل إن القيمة الحقيقية لهذه الشبكات تكمن في قدرتها على دعم بنية تحتية رقمية أكثر تطورًا، ومع توسع استخداماتها في الصناعة والزراعة والصحة والتعليم، ستنعكس آثارها الإيجابية على المجتمع ككل، وليس على مستخدمي الهواتف فقط.